موقف فرنسا من قضية الصحراء المغربية يشكل تطورا إيجابيا ومهما ونوعيا، وسيشكل دعما مهما لبلادنا ديبلوماسيا وسياسيا.
وفي قضية الصحراء المغربية وحقوق ومصالح المغرب المشروعة لا توجد منطقة وسطى ولا مجال للحياد.
موقف فرنسا التاريخي ينضاف إلى موقف إسبانيا الداعم لقضية وحدتنا الترابية، ويعتبر موقفهما مهما، بالنظر لموقعهما ودورهما في مجلس الامن والأمم المتحدة، فضلا عن كونهما تمتلكان العديد من الحقائق المرتبطة بهذا النزاع المفتعل لأسباب سياسية وتاريخية واقتصادية.
ويمكن للمغرب أن يستثمر الآن كل الأوراق من أجل ربح وكسب رهان قضيتنا الوطنية، وفي مقدمتها الشراكة الإقتصادية مع هاتين الدولتين على قاعدة المساواة والمصالح المشتركة، وفق رؤية واستراتيجية تقطع مع النظرة الإستعمارية المبنية على الإستغلال والنهب.
رهان فرنسا وإسبانيا ودول اخرى على افريقيا يحتاج إلى المرور عبر بوابة المغرب الذي أصبح يشكل رقما مهما في المعادلة الإفريقية، وضخ استثمارات هناك وله علاقات إيجابية مع دول مؤثرة في أفريقيا، ولذلك فإن المغرب اعتبر أن أية علاقة معه أو شراكة يجب أن يُنظر إليها من منطلق الموقف من قضية الصحراء المغربية.
وللأسف ورغم كل التحولات التي وقعت فإن نظام الجزائر لازال يعاكس طموحاتنا، ويتجه نحو التطرف في التعاطي مع قضيتنا الوطنية، واتخذ العديد من المواقف وردود الأفعال التي تبين هذا التطرف.
وأمام أطماع نظام العسكر الواضحة الهادفة إلى إضعاف المغرب، عبر دعم وتشجيع الإنفصال ليتأتى له السيطرة فعليا على صحرائنا... أمام ذلك علينا أن نسعى كأحزاب وجمعيات ونقابات ومثقفين وصحفيين وأكاديميين إلى فتح نقاش صريح و واضح مع النخب الثقافية والمدنية والسياسية والإعلامية بالجزائر حول قضيتنا الوطنية التي تشكل بالنسبة لنا قضية مقدسة لا تقبل أية مساومة أو تنازل. نقاش يهدف إلى توضيح الحقائق وتدويب الخلافات وتفويت الفرصة على كل المتربصين الذين يصبون الزيت على النار لإشعال الفتن وتعميق الهوة بين الشعبين.