تحليل

رسالة إلى لقجع.. المغاربة ليسوا مدينين للركراكي بشيء!

صبري رحو (محامي خبير في القانون الدولي، الهجرة الدولية ونزاع الصحراء)
ما المشكل إذا أعطينا إطارا آخر الفرصة؛ أمام ثبوت محدودية المدرب الحالي وليد الركراكي!

لنعلم أن الماضي لا يعود، والأمور في حركية دؤوبة، وأن الجمود مرفوض وغير مقبول، وأن رهان الناجح في كيف يستمر في نجاحه، وتحدي الفاشل في كيف سيتدارك كبوته وسقوطه.

ويجب الإقرار أيضا بأن الركراكي ركب فقط على نجاحات آخرين.. فالتأهل إلى كأس العالم بقطر لم يكن مساهما فيه وكذلك الشأن بالنسبة إلى كأس إفريقيا، أي أن أعمال التأهل الشاقة لم يكن حاضرا فيها، وتحسب للمدرب السابق حاليلوزيتش وحاجي.

وبغض النظر عن العوامل التي قد تكون تظافرت في الوصول بالمغرب إلى نصف نهاية كأس العالم الأخيرة في قطر، فكل ذلك لا يهم فهو في عداد الماضي الذي لا يعود.

وفي إطار التجنيد بحثا عن كيف تعود الأمجاد. فإن الركراكي أخفق لمرات رغم توفير كل الظروف أمامه. فهل سنكون أوفياء لطبعنا ونكتفي بالعيش على أمجاد الماضي والتاريخ.

وهل قتل الطموح والحق في التداول لدى الأطر المغربية والأجنبية خدمة لمصلحة الوطن العليا، وحرمانها من الفرصة ونضرب الحق في تكافؤ الفرص، ونحرم المغاربة في البحث عن الفرحة بداعي أننا مدينون للمدرب وليد الركراكي.. المغاربة ليسوا مدينين لأحد، فالجميع يتقاضى أجره مقابل عمله.

إن أكبر خطأ يرتكبه الإنسان هو في عدم اتخاذه القرارات المناسبة مبكرا وفي وقتها، ويبقى حبيس الأمل والصدفة التي قد تأتي أو لن ترجع أبدا. وأكبر خطأ ارتكبته الجامعة الملكية لكرة القدم وستتحسر وتندم عليه كثيرا، أنها أعدمت مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.

فالخيبة التي أعقبت السقوط المدوي للمغرب البطل في نهائيات كأس إفريقيا وعدم تسريح أو قبول استقالة الركراكي والاستمرار معه رغم الفشل هو صك براءته المسبقة أمام أي خيبة أو فشل مستقبلي.

وهو إعفاء مسبق للمدرب الركراكي من المسؤولية لأنه فقط سيقول في حالة الفشل، وهو بديهي أمام المعاينات الحالية: “لقد قررت الرحيل والانسحاب تحملا مني للمسؤولية ولم تقبلوا بذلك”.

وبالعربية تاعرابت سيدعي لقد “وضعت السوارت ولم تقبلوا استقالتي”، وستنقلب المسؤولية ضد الذي تركه يعبث بفرحة المغاربة. عليكم البحث عن كفاءات أخرى، فهي موجودة. لا حاجة لنا بمن يضع اللوم على “الحريرة لي دارتها” والحريرة بريئة.. وهو دليل آخر على المحدودية واستنفاده لكل ما لديه.