مشاهير

النجم الدولي الخلوق مصطفى شكري... بيتشو اللاعب الإستثنائي الذي وحد جمهور الرجاء والوداد

جمال هنية*

مصطفى شكري، من مواليد 21 نونبر سنة 1947 بمدينة الدار البيضاء، وتحديدا في الزنقة 36 بحي “كرلوطي” بدرب السلطان، معقل المقاومة والنضال والفن وخاصة الرياضة.. كغيره من أبناء درب سلطان، عشق كرة القدم وتعلق بها خاصة وأنه ومنذ نعومة أظافره كان له اتصال مباشر مع كرة القدم، بحكم عمل والده عمر شكري كمؤطر في فرق الأحياء مما جعل علاقة مصطفى مع الكرة علاقة خاصة.

ظهرت موهبة مصطفى شكري، منذ أن كان يافعا حيث تميز عن باقي أقرانه بموهبة فطرية فذة، تنبأ معها كل من شاهده وهو يداعب الكرة في أحياء درب السلطان، بمستقبل زاهر للاعب في الميادين مقرنين إسمه بنجم الراسينغ البيضاوي في فترة الأربعينيات والخمسينيات محمد بيتشو، الذي كان لاعبا من طينة الكبار آن ذاك....

خلال منتصف ستينيات القرن الماضي، ترصدت أعين الداهية الأب جيݣو والحاج عبد القادر جلال، موهبة بيتشو لتضمه لصفوف النسور الخضر سنة 1966، تألق خلالها “العود” مع الفريق الأخضر طوال تسع سنوات، بأدائه المبهر لم يكن له نظير في الملاعب الوطنية، كان بيتشو عبقريا وعبقريته تتجلى في التفاعل مع الكرة وخاصة في المراوغة وعند قيادة الكرة كان يتحرك رافعا رأسه يغطي مساحة الملعب أمامه مما يمكنه من التمرير بدقة..

قصة الود بين بيتشو والرجاء لم تعمر أكثر من 9 سنوات، فبعد الخلاف الذي نشب بين اللاعب و بعض مكونات الفريق، قرر بعدها تغيير الأجواء.

بعدما أقنع بيتشو رئيس الرجاء آنذاك عبد الواحد معاش، بمغادرة الفريق كان بيتشو في طريقه لمجاورة نادي الاتحاد الرياضي، لكن الراحل محمد الخلفي كان سببا في انتقال بيتشو للوداد في أكبر مفاجأة في تاريخ الكرة الوطنية في ذلك الحين، ليبدأ بذلك شكري قصة جديدة في مشواره الكروي رفقة قطب مدينة الدار البيضاء الأحمر، حيث توج معه بلقبي البطولة الوطنية ولقبي كأس عرش إضافة لكأس محمد الخامس الدولية.

على حين غرة وبدون سابق إنذار، توفي “العود” في ظروف تشوبها الغموض والعديد من الأقاويل تناقلت بخصوص طبيعة وفاته، لكن تعددت الأسباب والموت واحد، في يوم 22 يناير من سنة 1980، تلقت أسرة بيتشو ومعها أسرة كرة القدم الوطنية، خبرا نزل كالصاعقة على الجميع بأفول نجم أنار فضاء الكرة المغربية إلى الأبد عن سن لم يتجاوز الـ32 سنة، ليوارى جثمانه بمقبرة الشهداء بمدينة الدار البيضاء، دافنا معه العديد من الأسرار في مثواه الأخير...

لنتذكر فقط....

رحل بيتشو لكن ترك وراءه تاريخا إن لم يكن طويلا لكنه مليء بالذكريات والإنجازات جعلت منه أسطورة من أساطير الكرة....

نعم سيظل بيتشو معها في الأذهان بطلا حيا لا ميتا.