ليس لدى عبد اللطيف وهبي، وزير العدل ما يوضحه، لأن "الفضيحة" واضحة و لا تحتاج أصلا لأي توضيح.
و حين " زعم" الناطق الرسمي باسم الحكومة أن وهبي سيوضح بعد قليل، غب انعقاد مجلس الحكومة الخميس، فقد كان ذلك محاولة لحسن التخلص من الإجابة عن الاسئلة التي تتعلق بنتائج امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، و التي يبدو أن الحكومة و رئيسها تخشى من الخوض فيها خشية سلاطة لسان الوزير المعني بالأمر، و الذي سبق أن قال في أخنوش ما لم يقله مالك في الخمر، و مخافة أن ينفض التحالف الحكومي الهش.
و في الوقت الذي كان الرأي العام ينتظر توضيح وهبي بخصوص الامتحان، خرج عن جادة الموضوع، و رد عن الأخبار التي روجت لقرار استقالته من الحكومة، قائلا: إنهم يحلمون.
و الواقع أن مهمة الصحافة ليس هي الحلم أو الرجم بالغيب أو تصفية حسابات، بل إخبار الرأي العام بما وقع لا بما سيقع.
لذلك أظن أن الكثير من الذين ابتليت بهم المهنة، باتوا تحت وطأة الكوابيس، و كان أجدر بهم إدراك أن حمار الليل الذي ضربهم في عز الظهيرة، كان مجرد أضغاث أحلام.
و لا شك أن جميع الوزراء يتوجهون إلى مكاتبهم بعد انتهاء أشغال مجلس الحكومة، و وهبي واحد منهم، وقد توجه هو أيضا لمكتبه، ليس لجمع أغراضه، كما توهم البعض، ولكن من أجل تأكيد أنه سيواصل مهامه بمنطق "ابُثْ نبت".
و لا يهم ما نطق به بايتاس و لا ما صرح به وهبي قبل أن ينام، لكن المهم هو هذا الضرب من تحت الحزام بين حزبين أساسيين في الحكومة، فلا بايتاس كان صادقا في تصريحه الصحفي، و لا وهبي كان واضحا إلى حدود الساعة.