مجتمع وحوداث

أكادير.. طلبة يفترشون الكرتون في العراء لأكثر من 10 أيام

كفى بريس
تتفاقم أزمة السكن الجامعي في مدينة أكادير لتكشف عن وجه آخر لمعاناة طلبة سلك الماستر القادمين من مدن مغربية بعيدة، حيث اضطر العشرات منهم إلى قضاء ليالي قاسية في العراء أمام أبواب الحي الجامعي لأكثر من عشرة أيام متتالية، مفترشين الكرتون في مواجهة البرد القارس دون أي تدخل من الجهات المسؤولة.

و​تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو مؤثرة تُظهر مشاهد مؤلمة لطلبة، ليسوا "مشرّدين" كما قد يظن البعض، بل طلبة يسعون لتحصيل العلم في جامعة أكادير، ليجدوا أنفسهم ضحايا "فضيحة" على حد تعبير المتضامنين معهم، في ظل غياب تام لأدنى شروط الإيواء الكريم.

و​تعكس هذه المأساة تحديات جمة تواجه التعليم العالي في عدد من مدن المملكة، خاصة ما يتعلق بتوفير الإقامة للطلبة غير القاطنين بالمدينة. وفي هذا السياق، استحضرت تعليقات المواطنين التضحيات التي يقدمها الطلاب وعائلاتهم. يقول أحد المعلقين: "لم ينقطع غالبية الطلبة المجتهدين عن متابعة الدراسة إلا بسبب المال، وجيلنا خير شاهد على ما أقول، ولا أعفي أحد عن المسؤولية، يمكن إيوائهم في مكان مؤقت حتى يتدبروا أمرهم ومدننا ملأى بالبنايات الفارغة."

​كما سلّطت التعليقات الضوء على قسوة الإجراءات البيروقراطية وغياب الحس الإنساني في التعامل مع أوضاعهم الهشة. وتروي إحدى المداخلات حالة إنسانية: "ولك أن تتخيل جات طالبة من مدينة مجاورة تقاد وريقاتها لقات مقاطعة عندهم إضراب قالها المدير مادخليش سيري حتى يوقعو لك وهي جاية جايبة حوايجها فين أتمشي فين أتبات بعض ناس راه مافيها غرام إنسانية ورحمة لهلا يدوقها لهم ياربي."

و​أثارت هذه الأزمة موجة غضب واسعة، حيث وجّه نشطاء أصابع الاتهام للمسؤولين عن التعليم العالي والشؤون الطلابية بالتراخي والإهمال، مقابل تركيز الاهتمام على قضايا أخرى. إذ عبرت إحدى التعليقات عن هذا الاستياء بحدة: "والله راه مهزلة هادي التفاهة مشجعينها وينفق عليها أموال طائلة وطلب العلم في المغرب أصبح عار وعالة على المفسدين أعداء الوطن الذين يعيشون في البذخ والثراء الفاحش على حساب كرامة المواطنين حسبنا الله ونعم الوكيل."

​وطالب المتضامنون السلطات المحلية والجامعية بالتدخل العاجل والفوري لتوفير مأوى لائق للطلبة المتضررين، وفتح تحقيق في أسباب هذا التقصير الذي يُهين كرامة طالب العلم ويُهدد مسيرته الأكاديمية.