قضايا

تصنع أمريكا مع الصين ما صنعته أوروبا مع أفريقيا

محمد.الخمسي (باحث ومفكر)

من خلال المعطيات والأرقام يسهل فهم العنوان أعلاه:

1 - سنويا يتم استقبال 600 ألف طالب صيني داخل الجامعات الامريكية" وهو عدد يقارب عدد سكان بعض دول الخليج.

2 - جزء من خطة الاستقطاب للعقول الصينية، وإنقاذ الجامعات الأمريكية من الإفلاس، أو التراجع او انكماش البحث العلمي فيها، ويعتقد البعض أن هذه العقول كلها تقنية والحقيقة عقول مركبة بعضها يشتغل في علم الاجتماع وعلم النفس، وصناعة الرأي.

3 - ترامب أكد على حقيقتين:

 "لدينا نظام ضخم من الكليات والجامعات. إذا قطعنا نصف عدد الطلاب القادمين من الصين، فستُغلق نصف الجامعات في الولايات المتحدة."

  تقليل تأشيرات الطلاب الصينيين سيؤدي إلى "دمار كامل للنظام الجامعي الأمريكي".

- 4 الطلاب الصينيون يتركزون في الجامعات النخبوية الكبرى (مثل هارفارد، ستانفورد، UIUC )

 - 5  هذه المؤسسات لديها أعداد هائلة من الطلاب الأمريكيين المؤهلين ينتظرون الفرصة للقبول.

6 -بعض هؤلاء  الطلاب يدفعون رسومًا أعلى، ويُساهمون في ارتفاع أسعار السكن والإيجارات حول الحرم الجامعي — مما يُقصي الطالب الأمريكي من الطبقة المتوسطة.

7 - قضية هجرة العقول تستفيد منها الولايات المتحدة الأمريكية من الصين والهند كما كانت ولازالت تستفيد بعض الدول بل جل الدول الأوروبية من إفريقيا،

خلاصة:

استنزاف العقول لا يقل أهمية عن استنزاف الأموال والثروات.

الرأسمالية المتوحشة لا حدود لهيمنتها وقد صنعت آليات تجعل الانفكاك والخروج من النسق أمر شبه مستحيل إلا أن يعود الرشد والحكمة من داخلها، فهي تملك من الوسائل ما يجعل كثيرا من صراخ الآخرين أصوات فوق المنابر لا أثر لها على واقع الحياة وفي الكون الاجتماعي.