سياسة واقتصاد

لغة تبعث على الشفقة! - الجزء الثاني

محمد الخمسي (مفكر)

4- ​يطالب أصحاب البيان الذين يعرفهم أعوان السلطة فقط أن يكونوا شركاء في ما لا يفقهون فيه! ويتساءل الإنسان: هل من أجل إقناع ترامب وبوتين وشي جين بينغ وماكرون وكير ستارمر بوجودهم في المغرب؟

وهل من الضروري أن تصدر بيانات!، وكأنهم يقولون للأعضاء الخمسة أن علاقاتهم الدولية كبيرة تتسم بالبراغماتية، ومنطق المصالح المشتركة، حتى يتحقق الاعتراف بالخيار المغربي، مع العلم أنه لو أتيحت لهم فرصة شتم المغرب أو الانتقاص منه على شاشات هذه الدول لما ترددوا لحظة! بل لذهبوا أبعد من ذلك!

5- ​هل كلما حقق المغرب خطوة على طريق الكبار، بداية من القطار السريع الذي يستعملونه ويسبون أو ينتقصون من الإرادة السياسية التي كانت وراءه، مع أنه أنجز بأفضل صفقة ممكنة بين الدول وهي توطين التكنولوجيا المتعلقة بهذا القطار في المغرب؟

بالأمس، وإلى عهد قريب، يستخفون بفكرة صناعة محركات الطائرات، واليوم قُتل الخرّاصون في الموضوع، أصبحوا كالمُغشي عليه من الموت، دون الحاجة إلى الاستشهاد بالملاعب لأن ذاك حرفتهم ومادتهم في الهجوم!

6- ​نسي صاحب البيان أو أصحابه 50 سنة من التضحيات الجسام من دماء الشهداء من الجيش والأمن المغربي، وعرق وجهد المغاربة في تحقيق تنمية أفضل مما تحقق في كثير من العواصم ممن يلهجون بالثناء عليها.

كيف وهم لا يعرفون الداخلة أو العيون، ولم ولن تكون يوما في برنامج زيارة أخوية أو سياحية أو ترفيهية؟

كيف ولم يتمتعوا بعدم استعمال جواز السفر عند النزول في مطارات هذه المدن الجميلة، النظيفة، الحية ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، ليعرفوا بالواقع الملموس ماذا تعني الصحراء للمغاربة!؟

​خلاصة القول،

حتى الهدم والتشويش على اللحمة الوطنية يمكن أن يلبس جلباب النصيحة، والتظاهر بالمعارضة البناءة مع خلطة من استعمال لغة توظف مصطلحات الديمقراطية وحقوق الإنسان،

وفي الحقيقة مجرد إصدارهم للبلاغات والبيانات هو حجة بالغة على أن:

"المغرب على سكة الديمقراطية"، وأن السقف عال وبالتالي يتعامل بمبدأ:

"اذهبوا فأنتم الطلقاء"

وفي مثل هذه البيانات قال الوحي الشريف:

"قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا"