دعت الولايات المتحدة "الأطراف"، دون تسميتها تحديدًا، إلى مفاوضات من أجل تسوية النزاع في الصحراء المغربية ، على أن يكون مقترح الحكم الذاتي المغربي الإطار الوحيد لهذه المفاوضات.
إلا أن مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس ترامب لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط والمغرب العربي، اكتفى بزيارة الجزائر بمفردها، مُدركًا أن مفتاح التسوية يمر عبر الجزائر، الجارة الجغرافية للمغرب، والتي تبعد عنه في الواقع بقرون ، وأن كل ما عدا ذلك مجرد هراء.
أعترف الرئيس تبون، المنحدر من منطقة مغربية سابقا (مشرية)، مؤخرًا بأن بلاده "بددت مليارات الدولارات" في قضية البوليساريو، أو بعبارة أخرى، "ثروة قارون" . إلا أن الرئيس الجزائري لم يوضح أسباب تورط بلاده في هذا النزاع. قال ببساطة إن الجزائر لن تتخلى أبدًا عن بوليساريو "الجمهورية الصحراوية" "لسبب مبدئي".
لنرَ ما هي هذه المبادئ يا ترى.
تبديد مليارات الدولارات، حوالي 500 مليار دولار، حسب بعض للخبراء، من أجل " تقرير مصير شعب" الصحراء الغربية في تندوف! لم يكن حق تقرير مصير الشعب الجزائري، البالغ تعداده 47 مليون نسمة، يستحق تبديد كل هذه الأموال عندما صادرت الطغمة العسكرية خياره الحر والديمقراطي في 11 يناير 1992. الجزائر تستغل هذه المبادئ للدعاية من أجل قضايا وأغراض خارجية ! عندما طالب الحراك، لما يقارب عامين، برحيل السلطة الحاكمة، بما فيها الطغمة العسكرية، رفض "النظام"، كما وصفه السفير الفرنسي السابق في الجزائر، كزافييه درينكورت، حق تقرير مصير الشعب الجزائري. يُطالب الرئيس تبون، بتقرير مصير حفنة من المرتزقة، لا يتجاوز عددهم عدد سكان ولاية تندوف (100 ألف نسمة) ! إن تبديد ثروة قارون من أجل تقرير مصير هذه الحفنة من المرتزقة الانفصاليين لا يحمل سوى معنى واحد : محاولة الاستحواذ على الصحراء لضمها للجزائر من أجل بلوغ المحيط الأطلسي، وبالتالي محاصرة المملكة من جميع جوانب حدودها البرية.
مخطط مكيافيلي !
أكد المرحوم حسين آيت أحمد، الذي قضى حياته كلها في المنفى، بصريح العبارة أن الجزائر غير مؤهلة للحديث عن تقرير المصير ما دامت ترفض تطبيق هذا المبدأ لفائدة الشعب الجزائري.
اليوم، يمكن لنظام المافيا الجزائري أن ينضم إلى هذه المفاوضات ، بسبب الضغوط الدولية، ولكن فقط للمماطلة لأطول فترة ممكنة، لتأجيل حل هذه القضية إلى أجل غير مسمى، في انتظار تغير الأحوال. هذا ما لم تُجبر الولايات المتحدة جيراننا على الانخراط بفعالية في العملية بإعلان البوليساريو منظمة إرهابية. وإلا، فإن المفاوضات قد تستغرق وقتًا طويلاً... بسبب ابتكار عراقيل جديدة من طرف "إخواننا" الجزائريين الذين سوف يتظاهرون، تكتيكيًا، بالانخراط في المفاوضات.






