تجسد تعاونية “الإبداع للنجارة” ببنجرير، نموذجا للتعاونيات الحرفية الناجحة التي تعكس مهارة وإبداع ودقة الصانع التقليدي المغربي، الذي يحظى باهتمام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ضمن برامجها الرامية إلى النهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وتسعى هذه التعاونية، المحدثة سنة 2019، والمتخصصة في فن النحت والديكور الخشبي، إلى تقديم منتوج خشبي متفرد يحمل علامة إقليم الرحامنة، وذلك بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويتجلى هذا الدعم في مساهمة المبادرة في تجهيز ورشة للنجارة لفائدة هذه التعاونية بغلاف مالي يقدر بـ180 ألف درهم من أصل 240 ألف درهم المبلغ الإجمالي للمشروع في إطار البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتعلق بـ”تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”.
وقد تمكنت هذه البنية، بفضل خبرتها والمهارة الحرفية لأعضائها، من أن تحرز العديد من الجوائز والشهادات التقديرية، من أبرزها الشارة الوطنية التي تمنحها وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وجائزة المسابقة الوطنية لأحسن نجار.
وأوضح مسير التعاونية، عبد الرحيم صالوح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التعاونية التي تضم خمسة أعضاء كمسيرين، تشتغل على منتوج خشبي متفرد يميز إقليم الرحامنة عن باقي مناطق المملكة المعروفة بالنحت على الخشب والتعريف به، مضيفا أن هذه البنية وبفضل الدعم المالي والتقني للمبادرة، ساهمت في خلق مناصب شغل لمهنيين آخرين.
وأكد في هذا الصدد، على الدور الكبير الذي اضطلعت به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تطوير التعاونية من خلال المساهمة في اقتناء آلات ومعدات مكنت من الرفع من المنتوج وتسهيل عملية الإنتاج وتقليص التكلفة، وتوفير عدد كبير من المنتوجات لتلبية الطلب المتزايد للزبناء من المؤسسات والأشخاص الذاتيين.
كما أشار إلى مشاركة التعاونية في عدة معارض وطنية ودولية ضمنها المعرض الدولي للخشب الخاص بالنجارة في 2018 بمكناس، وتوجت فيه التعاونية بالجائزة الأولى، ومعرض القيروان بتونس، فضلا عن المشاركة في معارض بالسنغال وإيطاليا والبرتغال.
وأوضح عبد الرحيم صالوح في هذا السياق، أن الهدف الأساسي من هذه المشاركة هو التعريف بمنطقة الرحامنة من خلال هذا المنتوج الخشبي الذي يعكس غنى وتنوع التراث الحرفي المغربي، معبرا من جهة أخرى، عن الأمل في تجاوز بعض الإكراهات المرتبطة بالتسويق، ولاسيما التسويق الرقمي من خلال إحداث منصة لترويج المنتوجات.
وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الرحامنة، ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم إنشاء وتأطير التعاونيات خاصة النسائية التي تشكل 30 في المائة من النسيج التعاوني بالإقليم، بالإضافة إلى الدعم المالي لتقوية قدراتها الإنتاجية وتنظيم دورات في مجالات التسيير والتدبير المالي والتسويق.
وقد استفادت 91 تعاونية بإقليم الرحامنة خلال المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من تمويل مشاريع التعاونيات في مجالات متعددة كالفلاحة والصناعة التقليدية والحرف، كما ساهمت المبادرة في تمكين التعاونيات ودعم ولوجها لسلاسل الإنتاج ذات إمكانات التشغيل العالي.
كما يتوفر الإقليم على منصة الشباب الرحامنة التي تقدم خدمات الاستقبال والتأطير والمواكبة لحاملي أفكار مشاريع والشركات والتعاونيات، حيث ساهمت خلال هذه المرحلة الثالثة في تأطير أزيد من 4000 مستفيد.






