رأي

ميمونة الحاج الداهي: حياد مر

يا هذا لا تسألني مع من أنا، بل اسأل نفسك: لمَ تُحب أن أكون ضدك؟"

كلما اشتعلت حرب في مكان ما، سارعوا إلى صفّنا على الحافة:

"مع من؟ مع إيران؟ أم مع إسرائيل؟"

وكأننا نُجبر على الإختيار بين قاتل أنيق و قاتل أشعث.

وكأن كل امرأة حرة يجب أن تُجيّر لصالح ذكورة الصواريخ.

أنا سيدة مغربية لا أُصفق لمشهد الدم، ولو كان ملونا بالقداسة.

ولا أنحني لاحتلال، ولو صُدر على أنه تحالف ذكي.

أُحب الأرض حين تُزرع، لا أحب رؤيتها تُداس.

وأحب السماء حين تُمطر، لا أحب أن تُغطيها الطائرات.

إيران؟ 

بلد يحترف تصدير "النية السيئة" معبأة في صناديق أيديولوجية.

تدخل بعباءة، وتخرج بجثة وطن، دعمت من يُفخّخ خريطتي، فلا تنتظر مني وردا.

وإسرائيل؟

دولة تدير جرحا مفتوحا اسمه فلسطين، ثم تُحاضر علينا في الأمن والسلام، تُصافح بيد، وتخنق بالأخرى. تُفاوِض على الظل، وتقطع الجذور.

فلا تسألني من أُشجع، لأن التشجيع في الحروب عبودية مغلفة بعَلم.

اسألني عن مَن أُصغي له حين تصمت البنادق...

وسأقول لك: أُصغي للطفل الذي يستيقظ على الانفجار، و لا أستمع إلى صوت الجنرال الذي ينام على جثث مدفوعة الثمن.

أنا منحازة... نعم.

لكن ليس لطهران، ولا حتى لتل أبيب.

أنا منحازة لذكاء لا يُستغفل، لسلام لا يُستحمر، لوطن لا يُستخدم كمساحة مناورة بين اثنين يتقنان اللعبة القذرة.

وإن أردت اختصار موقفي؟

أنا مع من لا يحاول اقناعي أن القصف شكل من أشكال الغزل.

ما فالخير اخير ولا فشطاح بركة

أقرت به.


ميمونة الحاج داهي