بإمكان "البوليساريو" أن تستر عارها وعريها، والاقتداء بما فعله ( عبد الله أوجلان) زعيم PKK وهو كما يعلم الجميع، تنظيم يساري،امتداد لنضال الاكراد ؛ في العراق، تركيا وايران. مستقل إلى حد ما،عن تبعية غامضة جرته إليها ظروف قاتمة .جرب أساليب النضال والقتال،مضحيا باتباعه وليس بمرتزقة مأجورين ،اشترت الجزائر ذمهم وأرواحهم من بلدان أفريقية فقيرة لتاجيج جذوة حلم انفصال الصحراء عن المغرب. دفعت الجزائر أجرا لهم، لقاء ما اعتبره " المرتزقة: خدمة مؤدى عنها.
كثيرة هي الحركات الثورية التي ألقت السلاح في الاخير ، مندمجة مجددا في حضن الوطن؛ أشهرها على سبيل المثال منظمة ETA الباسكية، التي اعترفت بوحدة المملكة الاسبانية ،وقبلت ممارسة نشاط يساري في إطار المؤسسات.
وبصراحة ، فما البوليساريو، في الأصل والجوهر الا تنظيم طلابي حالم ؛ نتاج خميرة مغشوشة ؛ ماركسية غير ناضجة، تلقنتها النواة الأولى منهم ، في كراسات يسارية، طبعت وحررت في المشرق العربي، بأقلام أشباه الماركسيين .اجتمعت فيها نزوات الأهواء ونزوعات. الرفض؛ فكانت تعبيرا عن نزق المراهقة واحلامها، متأثرة بعدوى مد ثورات الشباب في العالم عام 1968.
اقتنصتهم الجزائر وليبيا،واغتالتا براءتهم أو سذاجتهم، وزجتا بهم في أتون محرقة الانفصال. ضخمتا في نفوسهم الهائجة،الاحساس بالزعامة؛ عبر تشييد بؤرة ثورية،ودولة وهمية عنبكبوتية .تم إمداهم بسخاء، بما لا يشبع منه مخلوق: المال الوفير والسهل، والامتيازات ورغد العيش !!
النتيجة باختصار،خسارات على كافة الجبهات والأصعدة، لا داعي لتعدادها وحصرها؛ فهي ضخمة.
الان وقبل فوات الأوان؛ يمكنكم يامناضلي الأمس البئيس؛تحويل أشلاء تنظيمكم المنهار ،إلى حركة "تحرير" من الأوهام وأضغاث الأحلام. راجعوا ذواتكم وكفروا عن اخطائكم. ينتظر الاخيار منكم " وطن غفور رحيم.!!!