رأي

دي ميستورا و لعبته الخفية

عبد الغني القاسمي

 منذ أن تولى ديميستورا مهمته كمبعوث للأمين العام الأممي مكلف بملف النزاع المفتعل من قبل الجزائر بخصوص الأقاليم المغربية الجنوبية و الشك ينتابني في إمكانية نجاحه هذه المرة في قيامه بهذه المهمة و فق شروط الصدق و النزاهة و الحياد البناء ، فالشخص نفسه سبق له أن تحمل نفس المهمة منذ سنوات في سوريا و أفغانستان و مناطق أخرى فباء بالفشل و أشعل النار بدلا من إطفائها بعد أن ثبت أنه يميل إلى تعكير الجو و عرقلة مسار وساطته كلما لاح أمل في الوصول إلى حل نهائي للمشكل القائم.

فالمعروف عنه أنه يقحم في أية إحاطة يرفعها إلى مجلس الأمن عبارات ملغومة و مصطلحات غامضة قابلة للتأويلات المغرضة التي يكون من شأنها الدفع بالتوتر الحاصل بين أطراف النزاع إلى المزيد من التعقيدات التي تحول دون حله في إطار الشرعية الدولية و التمكن من  التوفيق بين الأطراف المتنازعة و الحرص على السلام و الأمن الدوليين.

و في حوار لي مع صديق سوري منذ سنوات، قال لي الرجل و هو مثقف و إعلامي تابع بدقة تطورات الوضع في في بلده على عهد بشار الأسد أن ديميستورا هذا كان يمارس لعبته الخفية بوضعه العصا في العجلة حتى لا تدور كلما اقتربت الأطراف السورية من التفاهم و التصالح فيما بينها مما أدى إلى إطالة أمد الأزمة التي كان  المستفيد الأول منها بشار و المحيطون به.

و مما لاحظته على نص الإحاطة التي قدمها ديميستورا مؤخرا إلى مجلس الأمن حول الصحراء المغربية أنه لم يتراجع عن أسلوبه المعهود في مزج الماء بالوقود و تضمين ما كتبه و تلاه على أعضاء المجلس عبارات مغلوطة تنتفي من خلالها شروط الصدق و النزاهة و الحياد البناء الواجب توفرها في كل مبعوث تناط به مهمة تمثيل الأمم المتحدة و أمينها العام.