تم الخميس بالرباط تقديم إصدار جديد تحت عنوان “إسماعيل العلوي..نبل السياسة”، وذلك بمقر حزب التقدم والاشتراكية.
المؤلف الجديد للإعلامي محمد السراج الضو، بمساهمة من الشاعر والروائي والعضو بأكاديمية المملكة المغربية محمد الأشعري، والمؤرخ مصطفى بوعزيز، والإعلامي عبد الرحيم التوراني، سرد مسار العلوي الحافل من النشأة بغرب المغرب، فتجربة الحزب الشيوعي المغربي، ثم الكتلة الديمقراطية ومراحل أخرى بصم فيها اسمه في الحقلين السياسي والفكري.
في كلمته تحدث إسماعيل العلوي عن كون الكتاب كان سببه الأول إدريس جطو وعدد من السياسيين من رفاقه الذين شجعوه على تدوين مذكراته.
ولم يخف العلوي كونه تردد في بداية الأمر بشأن تدوين مذكراته، أو بالأحرى كان رافضا لذلك.
وتابع القيادي في حزب التقدم والاشتراكية: “السبب وراء ذلك أن الذاكرة البشرية أعتبرها خيانة للواقع، ولست شخصا مستعدا لهذا النوع من النرجسية بالكتابة عن الذات”.
واستدل العلوي بالجنرال الفرنسي شارل ديغول الذي كان يدون كل ما يجري معه، وأضاف: “أنا كنت شابا مغربيا عاديا لم يكن يطمح إلى شيء خارق للعادة”، مستدركا بأنه كان يجيب عن كل الأسئلة التي تطرح عليه.
وعلق العلوي على عنوان المؤلف قائلا: “لم أعتبر نفسي أكثر نبلا من أي شخص آخر يمارس السياسة، بل إن مؤلف الكتاب رغب في نداء المغاربة بأن ينظروا نظرة أخرى للسياسة”، معتبرا أن “هذا اللفظ يذهب للارتقاء بالشأن العمومي، وفي المقابل منحه المعجم العربي وضعا غير مريح بجانب ألفاظ الدولة والدستور”.
من جهته، قال الشاعر والروائي والعضو في أكاديمية المملكة المغربية محمد الأشعري إن “هذا المؤلف الفريد وثيقة في مجتمع يقضي حوائجه بالكتمان”.
وتأسف الأشعري في كلمته أن “رجالات المغرب أو غالبيتهم لم يتركوا لنا أثر كتاباتهم”.
ويتناول الكتاب احتكاكات السياسي العلوي مع مسارات طبعت تاريخ المملكة، من مرحلة الحوار الوطني حول المجتمع المدني، وتجربة الكتلة الديمقراطية، وحكومة التناوب، وتجارب تقلده المسؤولية، وأولا الحزب الشيوعي المغربي.
وعاد الإعلامي محمد السراج الضو للحديث عن كون المؤلف يلقي الضوء على “النقص الحاصل في المغرب في رصد واقعه السياسي، حيث الثقافة السياسية متكتمة ولا تتسم ببوادر النصح للأجيال الأخرى”.
ومدح السراج في كملته خصال العلوي، من “تواصل جيد مع الصحافة، وحبه ضم كل حوار له إحدى القضايا الوطينة”، مردفا: “هو رجل لم يتوار خلف جدران بيته مثل الآخرين”.
واختار المؤرخ مصطفى بوعزيز أن يسائل العلوي بشأن مسارات طبعت التاريخ السياسي للمغرب، مثل “ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال، وتجربة الحزب الشيوعي، وضرورة استحضار نقاش الشيوعية والحركة الإسلامية وعلاقتهما، كون العلوي انخرط في الحزب وهو من أسرة محافظة متدينة”.
كما يرى بوعزيز ضرورة “توسيع النقاش حول تجربة الكتلة الديمقراطية ليصل إلى زوايا متعددة من جل الأطراف”.
من جهته قال الإعلامي عبد الرحيم التوراني إنه كان من الأفضل أن يكون عنوان المؤلف “إسماعيل العلوي..نبل السياسي”، حتى يتضح المعنى أكثر.
وأوضح التوراني في كلمته أن هذا الأمر يأتي في ظل “تحول السياسة لدى الرأي العام إلى مجرد تحايل، وخاصة في الوقت الحالي، حيث تبتعد عن النبل أكثر، كما يحصل مع إيلون ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومحاولة تحويل الناس إلى عبيد”.