مجتمع وحوداث

خبير مزعوم نصاب محترف

إدريس شكري

دأبت بعض الصحف الإسبانية على التربص بالمغرب، مستغلة كل كذبة لتجعل من " الحبة قبة".

آخر ما تفتق عنه هذا الحقد المزمن، الذي يعمي البصر و البصيرة، ما تسعى أن تمنحه من أهمية للمدعو مهدي حجاوي، و تلبسه من صفة، و تنفخ فيه من روح الكذب، بإدعاء أنه كان "الرجل الثاني"، رغم أنه لم يكن لا العاشر و لا المائة و الألف في أية مؤسسة، فبالأحرى أن يكون رقما في قيادة الاستخبارات الخارجية، علما أن تنظيم العمل في المؤسسات، وفق المنهجية الحديثة، يقوم  بطريقة تضمن التعاون والتكامل.

أما الرتب والترتيب فهو أمر يبقى حكرا على  المسابقات الرياضية، حيث يعيش هذا الشخص  هوس الرياضيات القتالية، و سعار الصعود إلى الواجهة، حتى لو كان هذا الصعود نحو الهاوية.

هكذا يظهر زيف ادعاءات الصحافة الاسبانية، التي أرادت أن تحول مجرد موظف عادي إلى رقم في معادلة، غير أن حسابتها سقطت، لأنها نسيت قاعدة:" si l un des facteurs est nul le produit toujours est nul".

لقد سقطت كل حسابتها، التي أرادت أن توهم بها القراء، و جعلت الحقيقة الساطعة كيدها في نحرها.

 لقد تم الرهان، في هذه الحالة، على حصان [ بمرتبة كيدار] لم يكن يشغل سوى منصب موظف عادي في جهاز استخباراتي، دون أن يتوفر على  شهادة جامعية، و يعجز عن صياغة تقرير بسيط فبالأحرى تحليل استراتيجي، إنه شخص يفقتر الى الكفاءة، التي تؤهله للاضطلاع بمهام حساسة، أو تجعله يتدرج على سلم الترقية، وحتى الشهادة التي يتوفر عليها مشكوك في أمر الحصول عليها.

حجاوي مجرد نكرة، و ظل، طيلة مساره المهني مجرد نكرة، فاصطدام طموحه بعجز قاد في نهاية المطاف، إلى  إبعاده عن المديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED) عام 2010، أي قبل حوالي 15 سنة، بسبب “خطأ مهني” متعلق بعلاقاته الملتبسة.

الذين عاشروا هذا الشخص، يدركون سمة الاحتيال التي تغلب على طبعه، و يعرفون أنه نشأ في وسط ساعد كثيرا في تضخيم أنانيته. 

و منذ ذلك الحين، مشى هذا الشخص في طريق  الاشتباه، و تحول إلى دجال يحاول إقناع  ضحاياه وشركائه ببدعه و أضاليله، مختلقا الحكايات التي تمتح من بئر الكذب، الذي لا قرار له، الذي شربت منه الصحافة الاسبانية الكثير، فأصبحت تردد ذات المزاعم و الادعاءات.

و يدّعي هذا  الشخص بشكل احتيالي أنه “خبير في الأمن والاستخبارات والاستراتيجيات الاقتصادية”، ويستخدم هذا اللقب لخداع ضحاياه وإيهامهم بقدرته على التوسط لدى دوائر القرار العليا لقضاء حاجاتهم، في حين أن مقالاته، ليست من كتابته، بل يعتمد على كُتاب أشباح لصياغتها نيابة.

و لمعرفة المستوى الحقيقي لهذا الشخص لا بد من الاطلاع على ظهوره الإعلامي الوحيد عبر قناة إسرائيلية، حيث حاول تقديم نفسه كخبير جيوسياسي، غير أن مروره كان فاشلا و يعطي صورة على مستواه الهزيل، الذي يعرفه جيدا الذين رفعوا قضايا ضده.

لقد استغل هذا الشخص هذا السياق، و انخرط في أنشطة الاحتيال، و التي تشكل موضوع ثلاث شكاوى رسمية قُدّمت إلى الجهات القضائية المختصة من طرف 3 رجال أعمال  بتهم “تشكيل عصابة منظمة متخصصة في الهجرة غير الشرعية” و”الاحتيال”.

و لأن الذي يكذب يجد دائما من يصدقه، فقد أسقط ضحاياه في الفخ، و استولى على مبلغ يقارب 7 ملايين درهم مقابل تسهيل هجرتهم ثم اختفى تماما. 

و ليس هؤلاء سوى محطة في رحلة النصب، فقد قام بعملية احتيال أخرى بقيمة 11 مليون درهم.

و يمتلك هذا الشخص تاريخا حافلا في سجل الاجرام فقد أقام علاقات مع شبكات إجرامية دولية متورطة في تهريب المخدرات، وتبييض الأموال، وتشكيل عصابات إجرامية، خصوصًا في أوروبا، وكان على اتصال بمجرمين مقيمين في أوروبا وكندا، من بينهم المدعو هشام جراندو.

لقد تم إصدار مذكرة توقيف دولية بحقه في سبتمبر 2024، و هو مطلوب للعدالة بتهمة “تكوين عصابة إجرامية، تنظيم الهجرة غير الشرعية، والاحتيال”، وهو يواجه عقوبة قد تصل إلى 15 عامًا من السجن النافذ.