وسلطت هذه الأمسية الاستثنائية، التي تندرج في إطار الاحتفالات المبرمجة ما بين 11 و14 يناير الجاري، من طرف شركة التنمية المحلية “الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات”، بشراكة مع مجلس مدينة الدار البيضاء، وبتعاون مع غرفة الصناعة التقليدية لجهة الدار البيضاء – سطات، الضوء على تنوع وغنى الثقافة الأمازيغية من خلال برمجة تمزج بين الرقصات التقليدية والموسيقى العصرية.
وانطلقت هذه التظاهرة الفنية، المنظمة بشراكة مع جمعية تماينوت ومقاطعة المعاريف، برقصة أحواش تيمغارين، وهو عرض حيوي يجسد الهوية المحلية لمنطقة تافراوت. وأثار الراقصون بأزيائهم التقليدية إعجاب الحاضرين بحركاتهم المتزامنة وأغانيهم التي نقلتهم إلى الأجواء المبهرة لمنطقة الأطلس الكبير. بعد ذلك، أتحفت فرقة تيفاوين سوس، القادمة من تارودانت، الجمهور بأداء متميز.
وتميزت هذه الأمسية، على الخصوص، بأداء أحيدوس أيت وراين، وهي مجموعة شهيرة بمنطقة الأطلس المتوسط، تذكر رقصاتها الجماعية بقيم التضامن والوحدة بين ساكنة تلك المنطقة.
وعلى الخشبة، قدم الفنانون مجموعة متنوعة من الروائع الموسيقية، بدء من الجذور العميقة للموسيقى الأمازيغية إلى التأثيرات المعاصرة. وأثار أداء الفنان أعراب أتيكي استحسان الجمهور الحاضر، فيما سحرت الموهوبة سعيدة تيتريت، أيقونة الموسيقى المعاصرة بالأطلس، الجمهور بصوتها المتميز الذي يجمع بين القوة والصفاء. وأخيرا، ألهبت فرقة تافسوت باند، وهي موهبة شابة في المشهد الموسيقي بسوس، الحاضرين بأغانيها العصرية والديناميكية، في تناغم تام مع روح الاحتفال.
وبهذه المناسبة، قال رئيس مقاطعة المعاريف، عبد الصادق مرشد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الهدف من هذا الاحتفال هو تثمين غنى التراث الأمازيغي، مع تعزيز التبادلات بين الفنانين والجمهور. ويعكس هذا الحدث الالتزام بتعزيز الثقافة المغربية بكل تنوعها، لاسيما من خلال هذه اللحظات من العيش المشترك والتقاسم”.
من جانبه، قال الفنان أعراب أتيكي، في تصريح مماثل، “إنه لشرف لي دائما المشاركة في الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة. وهذا المساء، أتيحت لي الفرصة لدمج الأغاني التقليدية مع التأثيرات العصرية. إنها وسيلة بالنسبة للاحتفاء بجذوري، مع إظهار أن الموسيقى الأمازيغية يمكن أن تتطور مع الحفاظ على جوهرها. لقد كان استقبال الجمهور أمرا لا يصدق”.
وبالموازاة مع ذلك، استضافت ساحة الراشيدي أمسية جمعت أربعة من أبرز فناني المشهد الموسيقي الأمازيغي: فرقة “أحواش تازويت” سفيرة تقاليد سوس، وكوثر براني المغنية الموهوبة المنحدرة من منطقة الريف، وفاطمة تمنارت التي يجسد صوتها عمق سوس، وعبد العزيز أحوزار أحد أبرز الفنانين بمنطقة الأطلس المتوسط.
بدورها، استضافت حديقة سباتة، في نفس اليوم، معرضا للصناعة التقليدية، وهي لحظة تخللتها رقصات فلكلورية لفرق تقليدية مختلفة، مثل فرقة أحواش تافراوت النسائية وأحواش إسمكان.