المناضلون الديمقراطيون الذين يحتكون ويرتبطون بشكل مباشر بالناس وقضاياهم وانشغالاتهم وهمومهم المتعددة ،هم وحدهم دون غيرهم من يدرك عن حق تموجات وتعقيدات الواقع الموضوعي بكل تشعباته الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية،انه واقع عنيد لا يرتفع ويعلو على كل الطموحات والرغبات الذاتية مهما كانت حالمة ورائعة ،ذلك أنه وإن كان الناس يصنعون مستقبلهم وتاريخهم بيدهم فانهم لايصنعونه على هواهم على حد تعبير فرديريك انجلز
إن هؤلاء المناضلون الصادقون يدركون جيدا وبموضوعية ودون مزايدة او شعبوية أن التحول والإصلاح الديمقراطي وبناء دولة الحق والقانون المرتكزة على فصل حقيقي للسلط وتوزيع عادل للثروة وديمقراطية حقيقية يحتاج إلى نفس طويل وشروط موضوعية وقوى ديمقراطية حقيقية مستقلة لها امتداد واضح في صفوف المجتمع ومنخرطة بشكل ملموس ودؤوب في معاركه الحقيقية عبر مختلف الأدوات الجماهيرية والمؤسساتية برؤية وتصور واضح لا مجرد شعارات او خطابات نارية تطلق هنا وهناك لا تحرك أحدا من مكانه ولا تؤثر في واقع وحياة الناس ،واحسن ماتفعله هو انها تجعل أصحابها منعزلون عن الواقع ويعيشون مايمكن تسميته بنشوة اللحظة "الثورية" الناتجة عن ترديد المقولات والخطابات الرنانة والمريحة ويتحولون مع مرور الوقت في احسن الاحوال إلى مجرد أشخاص يلعنون ويشتمون الواقع !
لنكن واقعيين ولنفعل المستحيل