مجتمع وحوداث

حقيقة واضحة...

محمد الخمسي (مفكر)

يسيقظ كل صباح ملايين التلاميذ ليلتحقوا بالمؤسسات التربوية التعليمية، هدف نبيل و جهد مشكور وغاية عظيمة تلك التي كانت أجيال تسعى لتحقيقها، يمكن تلخيصها في شعارات بسيطة و وفية إلى حد ما، من مثل: الخروج من ظلمات الجهل إلى نور العلم، أو من مثل: تنشئة إيجابية على قيم المواطنة والإنسانية والانتماء، أو من مثل:  التمكن من الأفضل سواء على مستوى المضمون أو الشكل لنساء ورجال الغد.

باختصار كانت عناوين قوية في محتواها وغايتها وأهدافها، مع الزمن أصبح أقصى ما تسعى إليه منظومة التعليم: حجز مقعد في مؤسسة ذات استقطاب محدود، بعقل وفهم محدود، في آخر المطاف صناعة ربو بشري مع الأسف.

كل هذا الجهد انكمشت أهدافه واختصرت بوصلته في تنافس محموم، نحو التمكن من جملة من المعلومات للتفوق بها والحصول على مقعد بوهم عام أن ذلك المقعد يمثل السعادة والنجاح في المستقبل!

صفقة براقة مغرية نحن نعيش نتائجها الآن، صفقة فشلت حتى الآن في المد بمواطن قابل على صناعة رأي مستنير ، وفهم سوي للحياة ومتطلباتها ، ومن بين أسباب فشلها أيضا أنها لم تعبر (من العبور) هذه المنظومة التعليمية بأجيال إلى عالم القيم والأخلاق أو المواطنة والإنسانية والانتماء.

الخلاصة، أنجز بهذه المنظومة شيئ من التعمير، ولم ينجز العمران بالفهم الخلدوني.