إلى عهد قريب، كانت القاعدة الاجتماعية في البادية حيث يمدحون العروس بقولهم:
"حراثة دراسة، تفيق مع شروق الشمس وما توقف حتى لغروبها (عبودية واضحة)،
وفي المدينة:
حادݣة الشغل ما تعيا ما تمل! (ٱله المانية الصنع )
كانت بعض نساء المدن محظوظات وهن ربات البيوتات الكبرى، مع العلم أن ساكنة المدن أقل من 10 في المئة في مطلع القرن التاسع عشر، معناه كانت المرأة المغربية في وضع لا تحسد عليه، كانت أداة إنتاج اقتصادي و بيولوجي، وعاشت محن تفاوت تمدد الزمن فيها مع متغير درجة قسوتها، وبالتالي ليس لدينا نموذجا تاريخيا عاما شمل جزء كبيرا من المجتمع، بلغ من الإضاءة يجعلنا نقدمه كنموذج للعدالة والكرامة إلى حد الاستئناس به.
كانت أم زوجتي رحمها الله والتى عرفت بذكاءها الحاد والتربية الرشيدة للأبناء والأحفاد تقول:
سيطول حساب الرجال يوم القيامة بسبب ما في ملفاتهم من ظلم النساء، كان قولا بصيغة البسط ولكنها مملوءة بالجد ، فقد كانت مكانتها الإعتبارية لأسباب عدة تجعل النساء يحكين معانتهن ويستئنسن باستشارتها، عسى ان يخففن من ثقل الحياة.
لا زلت أتذكر امرأة الحاجة فاطمة من القرابة الأسرية أحسبها من الصالحات، وكنت اأنبهر لقوة ذاكرتها وحفظها للأسماء والأماكن والتفاصيل، كان الجلوس معها دروس تفوق كل الدروس، عمرت أكثر من 112 سنة ، أخبرت عن بعض معاناة الكثير من النساء، قائلة :
كانت النساء يقطعن مسافة 35 كم من ضواحي مكناس مع الرجال، حيث يشتري هؤلاء بعض الأمور من المدينة، ويحملها النساء ويعدن بتلك السلع مساء، بعد الوصول إلى البيت وإنارة قناديل الزيت وإشعال النار من الحطب، يبدأن في إعداد طعام العشاء حسب "وحم" الرجال والضيوف،
كانت رحمها الله تحكي عذابا يشيب لها الولدان،
في فرصة أحكي على :
"ازفل بالكوردة فازݣة" كطريقة للتأديب.