مجتمع وحوداث

ندوة "علم النفس وقضايا الأسرة" بفاس توصي بتجويد الحياة الأسرية

سامي دقاقي (مراسلة)
  نظم مختبر الدراسات النفسية والاجتماعية والثقافية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، وشعبة علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز- فاس بشراكة مع المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، ومنصة أريد العلمية، وماستر علم النفس العصبي المعرفي الندوة الدولية الموسومة بـــــ: "علم النفس وقضايا الأسرة"، وذلك تحت الإشراف العامّ للأستاذ عبد الله الإدريسي، يومي الأربعاء والخميس 27 و28 نونبر 2024. تضمنت الندوة عشر جلسات علمية: جلستان عن بعد وثمان جلسات حضورية.

وتأكيدا لهويتنا الدينية والوطنية كما دأبت على ذلك العديد من المحافل العلمية والثقافية بمختلف ربوع الوطن، استُهِلت أشغال الندوة العلمية الدولية بآيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبها ترديد النشيد الوطني المغربي. بعد ذلك كان الحضور على موعد مع أول الجلسات الحضورية، والتي كانت افتتاحية، تمّ الالتفات من خلالها في لحظات تكريمية؛ إنسانية وعرفانية إلى أربعة من أعلام السيكولوجيا المغربية، الذين أسهموا من مواقع مختلفة ومتنوعة في تأسيس تقاليد وتراث للبحث الأكاديمي في علم النفس، سواء بالمغرب أو بالوطن العربي عامة، يتعلق الأمر بالأستاذ بالأستاذ الحاج عنيمي، البروفيسور الغالي أحرشاو، البروفيسور علي أفرفار، البروفيسور أحمد الزاهر، والبروفيسور عبد الناصر السباعي. الجلسات الأخرى للندوة كانت علمية وأكاديمية، سير فعالياتها مجموعة من الأساتذة، وشهدت مشاركة ذات جودة عالية من قِبل مجموعة من الباحثين والمهتمين؛ أسماء تنتمي لآفاق البحث العلمي السيكولوجي أو لحقل علوم الإنسان والمجتمع بشكل عام، أساتذة وطلبة باحثين مثلوا كليات وجامعات مغربية ودولية مختلفة، وأيضا تخصصات سيكولوجية وفكرية متنوعة.

تجدر الإشارة إلى أن المداخلات العلمية التي قدمها المشاركون والمشاركات في فعاليات هذه الندوة الدولية توزعت على المحاور الأربعة التي جاءت في الأرضية التنظيمية، وهي:

1.علم النفس الأسري: قضايا ورهانات.

2.الأسرة في ظل التحولات الرقمية والقيمية الحالية.

3.الأسرة والاضطرابات العصبية النمائية والتعلمية والذهنية.

4.علم النفس وجودة الحياة الأسرية.

   هذا، وقد وُسِمت مواضيع وقضايا هذه الندوة العلمية بالجدة والأصالة في الطرح، والتنوع في الأدوات، والغنى في المضمون، فضلا عن انطلاقها من مرجعيات ومقاربات سيكولوجية متنوعة ومتكاملة من قبيل: علم النفس الأسري، علم النفس المعرفي، علم النفس العصبي المعرفي، علم النفس المرضي والإكلينيكي، علم النفس التربوي والمدرسي، وعلم النفس الاجتماعي. كما أسفرت نتائجها وخلاصاتها عن مجموعة التوصيات يمكن إجمالها في العناصر التالية:

أولا: أهمية التربية على القيم في تماسك الأسرة ورفاهها، ودور هذه التربية في النمو النفسي والاجتماعي للأبناء، ومساعدتهم على تحقيق التوافق النفسي والاندماج الاجتماعي.

ثانيا: ضرورة التربية على الثقافة الرقمية في ظل الثورة التكنولوجية الراهنة للحد من الآثار السلبية للاستخدام غير السليم وغير المعقلن لأدواتها وتطبيقاتها على الصحة النفسية للأفراد.

ثالثا: تصحيح تمثلات الأسر المغربية والعربية عامة حول الاضطرابات العصبية النمائية، فضلا عن أهمية مضاعفة الجهود لتكوين المزيد من الأخصائيين النفسيين، قصد تجويد التكفل بالأشخاص الحاملين لهذه الاضطرابات، ومساعدة أسرهم على مواكبتهم بما يضمن حق هذه الفئة في التعلم والاكتساب والعيش الكريم.

رابعا: التأكيد على أهمية الخدمات النفسية في تجويد الحياة الأسرية ورفاهيتها، والاستفادة من نتائج وخلاصات البحث العلمي في علم النفس لمساعدة الأزواج على تدبير الضغوط وزيادة قدرتهم على التكيف وحل مختلف المشكلات الأسرية بنوع من المرونة.

خامسا: إشاعة ثقافة الوساطة الأسرية في المغرب والعالم العربي، ومأسستها من خلال سن قوانين تخصها، وإحداث مراكز للوساطة الأسرية تابعة لمؤسسات الدولة للتقليص من نسب الطلاق المرتفعة.