الفضاءات العمومية في التراث
جدير بالإشارة إلى أن الفضاءات والمنتزهات العمومية بمدينة فاس كانت من الشح بحيث يمكن عدها على رؤوس
الأصابع ، كمنتزه جنان السبيل ، وغابة عين الشقف ، والجنانات التي اشتهرت بها العائلات الفاسية ، ولا نغالي إذا أكدنا بأن "السطح" داخل كل دار يعد ؛ في التقاليد الفاسية العريقة ؛ مرفقا للتواصل الجيران ، ويكتسب أهمية خاصة في "ركن التعارف" وتبادل الخدمات ، سيما في أماسي أيام الجمع ، حيث تُلبس الجارة (مولاة الدار) بنتها أحلى الحلل ، لتقف أمام الجارة الأخرى ، في إشارة للكشف ما إن كانت الفتاة جادة في البحث لها عن عريس ؛ من خلال الأمهات ونسوان الحي .
فاس مع موعد إفريقي وعالمي
كشفت السلطات المحلية من جهة ، والمجلس الجهوي لجهة فاس مكناس من جهة ثانية ، عن وجود مشاريع ضخمة ، تم تسطيرها ؛ مواكبة للاستحقاقات الرياضية التي سيحتضنها المغرب في أفقي 2025 ؛ 2030 ، منها بوجه خاص ربط فاس والرباط بخط سككي للقطار فائق السرعة TGV)) ، وتشييد قرى أولامبية نموذجية ، قرب سهل سايس ، وبناء أو إعادة تأهيل منتجعات بكل من صفرو وإموزار ، هذا فضلاً عن مد خط ترامواي بين صفرو وفاس ، إلى جانب أشغال ترميم وتأهيل ملاعب وقاعات رياضية.
ونختم بالإشارة إلى مشاريع بنيوية حيوية ضخمة ؛ تهم الطريق السيار بين فاس ومراكش ، مرورا ببني ملال كشطر أول ، ثم مشروع الشاطئ الاصطناعي ، عبر بحيرات خاصة بالرياضات المائية ، إلى جوار إنشاء جامعة الأرومتوسطية ؛ منفتحة على الصناعات الرقمية ، دون أن نغفل مشروع إنشاء منطقة صناعية بمولاي إبراهيم ؛ متخصصة في تركيب وتجميع قطع غيار الطائرات.
وتذهب بعض الروايات إلى أن هذا الزخم من المشاريع سيبوئ مدينة فاس مكانة راقية في المعمار الحضاري ; على المستوى الدولي ; والذي يجمع بين التليد والحديث.