يثمر التعاون الأمني المتواصل بين الأجهزة الأمنية بكل من المغرب و إسبانيا، المزيد من النجاح، في محاربة الجريمة المنظمة، و تفكيك الخلايا الارهابية، التي تنشط فوق تراب البلدين.
في هذا السياق تأتي العملية الأمنية المشتركة والمتزامنة بين الأجهزة المغربية والاسبانية، الجمعة، في تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم "داعش" بالساحل، تتكون من 9 عناصر من بينهم 3 ينشطون بتطوان والفنيدق و 6 آخرين بمدريد وإبيزا وسبتة.
هذه العملية التي جرت بتنسيق وثيق بين المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمفوضية العامة للاستعلامات التابعة للشرطة الوطنية الاسبانية، تبرز مدى أهمية التعاون المشترك في تحييد المخاطر الإرهابية، التي ينخرط فيها أشخاص من الموالين لتنظيم " داعش".
و قبل أيام فقط، تمكن الحرس المدني الإسباني في غران كناريا، بالتعاون مع مديرية مراقبة التراب الوطني، من اعتراض قاربين قابلين للنفخ كانا يخططان لإدخال شحنة كبيرة من المخدرات إلى جزر الكناري، فاقت الأربعة أطنان.
العملية جاءت بعد تفعيل جهاز مراقبة بحري للحرس المدني الإسباني، بعد توصله بمعلومات استخباراتية من مديرية مراقبة التراب الوطني المعروفة اختصارا بـ”ديستي”، حول وصول قاربين من المغرب إلى سواحل غران كناريا.
و في الصيف الماضي، قال مدير مركز الاستخبارات الإسبانية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مانويل نافاريتي، إن التعاون بين إسبانيا والمغرب في المجال الأمني "جيد للغاية ومطرد"، و ذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لإنشاء مركز الاستخبارات الإسبانية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
كان المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، أجرى مباحثات ثنائية مع عدد من نظرائه الإسبان، في ماي الماضي، خصوصا المدير العام للشرطة الوطنية فرانسيسكو باردو بيكيراس، والمفوض العام للاستعلامات أوخينيو بيرييرو بلانكو.
كما التقى حموشي على هامش مشاركته في فعاليات الاحتفالات الرسمية للذكرى السنوية الـ 200 لتأسيس جهاز الشرطة الوطنية بالمملكة الإسبانية، كلا من رافاييل بيريز رويز، كاتب الدولة الإسباني المكلف بالأمن، والسيد جوليان أفيلا بولو، المفوض العام للأجانب والحدود بنفس البلد.
وشكلت هذه المباحثات مع رؤساء الأجهزة الأمنية الإسبانية مناسبة مواتية لاستعراض النتائج المهمة التي تم تحقيقها في مجال التعاون الأمني الثنائي بين المغرب وإسبانيا، خصوصا في مجال التنسيق العملياتي والمساعدة التقنية لمواجهة تهديدات الخطر الإرهابي، ومختلف صور الجريمة المنظمة، لاسيما شبكات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وتهريب المخدرات وغيرها.