ويجمع المنتدى، الذي أصبح موعدا سنويا لاغنى عنه، طلبة وخريحي المدرسة المغربية لعلوم المهندس والمقاولات الشريكة لها حول هدف مشترك يتمثل في الاطلاع على الفرص المهنية ذات الصلة بتحديات الغد.
ويتمحور الشعار الذي اختارته المدرسة المغربية لعلوم المهندس لهذه الدورة حول التحولات العميقة التي يشهدها سوق الشغل، مع التركيز على إعداد المواهب لمواكبة الابتكارات والتحديات الحديثة، لاسيما في القطاعات التكنولوجية والبيئية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال المدير العام للمدرسة المغربية لعلوم المهندس، محمد السعيدي، “نطلق، اليوم بالرباط، منتدى المدرسة للمقاولات بمشاركة أزيد من 80 مقاولة. ويشكل هذا الحدث مناسبة لطلبتنا للحصول على فرص تدريب ومشاريع بحوث نهاية التخرج”.
وأضاف أن “الدورة العاشرة من هذا المنتدى تمثل اختبارا لالتزامنا المتواصل بتكوين مهندسين قادرين على استباق تطورات سوق الشغل والاستجابة لمتطلبات القطاعات الاستراتيجية”، مبرزا، في هذا الصدد، أنه عبر بناء “جسر بين خريجينا والمقاولات، فإننا نضمن استعدادهم لمواجهة التحديات التكنولوجية والبيئية القادمة، مع المساهمة الفعالة في التنمية الاقتصادية لبلادنا”.
وأوضح أن هذا المنتدى يشكل أيضا مناسبة للانغماس في ثقافة المقاولة وتعزيز كفاءات الطلبة، في علاقتهم مع تخصصهم المهني وتطوير الشراكات.
وأكد المدير العام أيضا أنه مع الطفرة التي يشهدها الذكاء الاصطناعي والتغيرات المناخية فإن فرص التدريب ينبغي أن تكون متوافقة مع هذه التحولات.
وسجل أن المدرسة المغربية لعلوم المهندس، المتواجدة بالعديد من المدن المغربية (الرباط، ومراكش، والدارالبيضاء، وفاس وطنجة) تضم أزيد من 16 ألف طالب وأكثر من 20 ألف خريج، مضيفا أنها تشكل نموذجا حقيقيا للنجاح بالمغرب، وتندرج في إطار الاستراتيجيات الوطنية من خلال تطوير تكوينات لتزويد خريجها بالمهارات اللازمة لتلبية متطلبات سوق الشغل. وأعربت عدد من المقاولات المشاركة في هذا المنتدى، لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن رغبتها في الاستفادة من الإمكانات التي تتيحها المدرسة لسوق الشغل واستكشاف فرص توظيف مواهب جديدة، بالإضافة إلى تقديم فرص التدريب والفرص المهنية لمشاريع بحوث نهاية التخرج.
من جانبهم، قال بعض الطلبة لوكالة المغربي للأنباء، والذين شاركوا بكثافة في هذا الحدث، أن هذا المنتدى يشكل فرصة لتقريب أزيد من 80 مقاولة في المنتدى، بغية خلق تواصل مباشر مع شركات من قطاعات مختلفة، بهدف إيجاد تدريب ما قبل التوظيف أو حتى الحصول على فرصة شغل.
وعلى هامش الدورة العاشرة، قام السيد السعيدي بتوقيع اتفاقيات شراكة مع خمس مقاولات وهي “Axa” و”Gecitram”، و”Dropteam”، و”Exakis Nelite”، و”Theodo”، و”Supoer Auto”، وذلك من أجل المساهمة في تطوير مهارات خريجي مدرسة (EMSI) وتنمية الحقل الأكاديمي. وتندرج بنود هذه الاتفاقيات في إطار منطق الابتكار البيداغوجي من خلال شراكات مع المقاولات بهدف مواءمة فرص التكوين مع احتياجات المقاولات.
ومن المزمع أن يحط منتدى المدرسة المغربية لعلوم المهندس للمقاولات الرحال بمدينة الدار البيضاء في 12 دجنبر المقبل، ثم بمراكش يوم 21 من الشهر ذاته، وبمدينة طنجة 17 يناير القادم.
ومنذ تأسيسها، تلتزم المدرسة المغربية لعلوم المهندس بمستقبل مستدام وتكوين ذي جودة. كما أثبتت نفسها كمرجع في تكوين المهندسين في المغرب، إضافة إلى أنها تلتزم بتزويد خريجها بالمهارات اللازمة لتلبية تطورات القطاعات الاستراتيجية ومتطلبات السوق المحلي والدولي.
ويشكل المنتدى محورا أساسيا في هذا النهج، عبر تمكين الطلبة من منفذ لسوق الشغل وتعزيز سمعة المدرسة كمؤسسة رائدة في مجال تكوين مهندسين أكفاء وملتزمين من أجل مستقبل مستدام.
جدير بالذكر، أن الدورة السابقة من هذا المنتدى، شهدت مشاركة 261 مقاولة وحوالي 800 ممثل عن الشركات، بحضور أزيد من 7 ألاف و900 زائر، علاوة على توقيع 40 شراكة جديدة. وبفضل هذا النجاح، يواصل المنتدى مهمته في تسهيل التبادل واللقاءات المهنية، ما يتيح منصة حقيقية للتواصل بين المهندسين وأرباب الشغل.
وتأسست المدرسة المغربية لعلوم المهندس سنة 1986 وأصبحت معترفا بها من قبل الدولة، وأضحت بذلك أول مدرسة مهندسين خاصة في المغرب. وهي عضو في جامعات هونوريس المتحدة (أونوغيس يونايتد يونيفيرزيتيز)، أول شبكة للتعليم العالي الخاص في إفريقيا.
وبفضل خبرتها التي تمتد لأزيد من 38 عاما، تدير المدرسة المغربية لعلوم المهندس حاليا 18 حيا جامعيا في خمس مدن مغربية (الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، وطنجة، وفاس)، وتضم حوالي 14 ألف و500 طالب في مجالات الهندسة. وتتوفر على شبكة تضم أزيد من 20 ألف خريج يعملون في المغرب وخارجه.
وتوفر المدرسة ستة تخصصات هندسية، وهي هندسة الحاسوب والشبكات، والأتمتة والمعلوماتية الصناعية، والهندسة المدنية والبناء والأشغال العمومية، والهندسة المالية، والهندسة الصناعية، والهندسة الكهربائية والأنظمة الذكية.