هل يجوز لي ولو أخلاقيا أن أوجه بعض التوصيات لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة القادم من قطاع مالي اقتصادي تجاري نحو قطاع اجتماعي استراتيجي...؟
أعلم يا صانع فرحة الطفولة بالحلويات...
أنك تصنع الفرحة الطفولية وبين يديك مؤشران لا غير: الكلفة وهامش الربح...
أعلم أنه في ثقافتك المقاولاتية أنه كلما ضاق هامش الربح... شخصت الأسباب... من المنتوج والتنافسية إلا مردودية الموارد البشرية...
لهذا... قد تعيد النظر في كل منظومة الإنتاج...
قد تجد الأعطاب في مسؤولين كبار...
قد تجد الخلل بعيدا...
قد تجده في عفونة المخازن
قد تجده في حليف لك مزيف يبيع حلمك لخصمك... خططك لمنافسك...
قد تجده في من يبتسم في وجهك كثيرا..
وولاؤه خارج حلمك...
لنبدأ بأكبر الأعطاب...
يا سليل آل برادة...
كن بردا وسعدا على القطاع...
والبداية... عليك أن تعلم أنك في حرب...
نعم... خاضها قبلك وهزمهم الغبن والغدر والخدلان...
نعم... أنت في حرب مفتوحة...
فقسمها معارك محددة الأهداف...
البداية التي كثيرا ما نادينا بها...
سؤال: الفشل...؟
من أين نبدأ...؟
تحرر من القادة الفاشلين...
تحرر ممن يوهمك أن الخلل في المنتوج التربوي...
أنت تاجر أولا وقبل كل شيء...
تعلم أن المنتوج التربوي يمر بسلسلة إنتاج...
من التصور إلى الإنتاج... ثم سوق العرض التربوي...
تخلص من أصحاب النماذج المستوردة..
بالله عليك... أيتم تنزيل رؤية تربوية خاصة بتجمعات ضيقة تعاني من الفقر و الهشاشة في مغربنا التربوي...؟
طارل...شهادة قتل للتميز والذكاء...
لا أحد يمكن أن يعلمنا كيف نربي ونعلم أبناءها...
لست هناك تدريس وفق المستوى...
هناك سؤال المنهج والمنهاج والتعدد والاختلاف والتمايز والتقويم والفارقية...
إن كل منتوج تربوي يتم استيراده من مجتمع آخر، إلا مآله الفشل، فأنت رجل الاقتصاد وتعلم أن السوق هو المحدد للرواج...؟
أكبر مصيبة على المغرب التربوي هو الاستيراد التربوي ضمن صفقات تخفي الريع وتشرع باب المشاريع الجزئية حيث ألفت لوبيات التربية على إغراق الوزارة بهذا النوع من الاستيراد التربوي الذي تتبعه تكوينات ووسائل مادية ومالية... وفي كل هذا يبدأ زمن الصفقات....
طارل ليست منا... لأنها تخص جماعة لا مجتمعا ..
إنها إعادة إنتاج للبؤس...
ولسنا من يؤخذ عن العالم الثالث مشروع المستقبل...
تخلص من طارل...
ومن كان وراءها
أوقف كل المشاريع والصفقات المرتبطة بها...
فسؤال ضعف التعلمات الأساس سؤال منظومة كاملة لا منهجية تبئيرية جماعية....
تحرر من جنرالات خاضوا كل الحروب السابقة وفشلوا...
تحرر من طابور الخذلان والريع...
تحرر من ولاءات الجهة للمركز الغاشم...
تحرر ممن يخنقون كل مشروع تربوي ليسوا فيه طرفا...
دع المدرسة....لأصحابها...
هم يقررون... يشخصون... يغادرون... يجدون الحلول....
أعد بناء القناطر المهترئة وابن جسرا نحو المستقبل برجال ونساء التعليم...
تخلص من ظلمة الدهاليز...
تخلص ممن يهرب القرار الوزاري بعيدا عن قبة الوزارة...
خذ متسعا من الوقت
لتقرر من سيكون معك...
فحربك مزدوجة...
ضد الاختلالات التربوية...
ضد الاعتلالات البنيوية....
ابدأ بهدم الجسور القديمة... با مهندس القناطر...