قال مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة خلال الندوة الصحافية التي عقدها، عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، بالحرف: " أعتقد أنه ليست هناك حكومة اشتغلت بروح إيجابية في مأسسة الحوار الاجتماعي كما فعلت حكومة أخنوش".
لم يقف عند هذا الكلام بل أضاف، أن الإجراءات التي قامت بها هذه الحكومة على مستوى محاربة التضخم غير مسبوقة.
وقبله قال عزيز أخنوش، خلال كلمته في افتتاح الدورة الخامسة لجامعة الشباب الأحرار المنظمة بأكادير، إن الحكومة التي يقودها نجحت في تحقيق ثورة اجتماعية غير مسبوقة وجعلت المغرب أول دولة اجتماعية في إفريقيا.
وقبل ذلك أكد أن ما أنجزته حكومته في نصف ولايتها كافٍ لولاية حكومية كاملة.
رئيس الحكومة وناطقها الرسمي وحتى أعضاؤها، إما أنهم أصيبوا بالعمى أو أنهم يعيشون في بلد غير الذي نعيش تحت سمائه، حتى إنهم يرون السماء "غوزية" والدنيا ربيعًا، ولا ملفات لمشاكل حارقة على الطاولة.
لسنا متشائمين، لكن الفصل خريف وليس ربيعًا، ولا مجال لتكرار أغنية "حامضة تضرس" مل من سماعها المغاربة.
هناك أرقام رسمية تقول كل شيء عن واقع المغاربة ولا مجال للمزايدات "الخاوية" فعلى سبيل المثال لا الحصر:
تقول الأرقام إن عدد العاطلين عن العمل، ارتفع في عهد حكومة أخنوش الاجتماعية من 1,58 مليون إلى أكثر من 1,64 مليون عند متم شهر فبراير المنصرم.
يحدث هذا في الوقت الذي تعهد فيه أخنوش، بوضع ملف التشغيل كأولوية من عمل الحكومة.
وهناك أرقام أخرى تتحدث عن أن 4 ملايين من الشباب المغربي المترواحة أعمارهم ما بين 15 و35 سنة، لا يدرسون ولا يشتغلون وليسوا داخل أي تكوين مهني.
الأمور ليست بحاجة إلى فذلكة ولا تغطية وخير دليل ما وقع مؤخرا بمدينة الفنيدق، ألم تجعل أحداث الفنيدق الحكومة بأعضائها وناطقها، التفكير كثيرا فيما حدث قبل التبجح بنتائج، لا يجد لها "مزاليط" المغرب أثرا على مستقبل أبنائهم الذين فضلوا "الحريك تذراع" إلى أوروبا.
أما الصحة، فلن نأتي على ذكر معاناة المواطنين مع "قلة الصحة" في قطاع الصحة، وندرج ما خرج للعلن مؤخرا بخصوص أثمنة الأدوية التي يشتريها المغربي بزيادة تصل إلى 1600% مقارنة بفرنسا وبلجيكا، علما أن دخل المواطن المغربي ومستوى عيشه بعيد كل البعد عن نظيره في فرنسا وبلجيكا و"آش جابو ليهم...."
يبدو أن حكومتنا الموقرة، بدأت تظهر عليها علامات مرض مأزق التمركز الذي أطلقه الفيلسوف الأمريكي رالف بارتون بيري على كل من أصيب بتضخم لافت للذات.
يبدو أن هذا ما يحدث لحكومتنا حتى خرج علينا ناطقها الرسمي ورئيسها يتبجحان بإنجازات "عارفينها غير هوما.. ".
هذا التضخم في الذات ربما، هو ما يجعل الشرخ يزداد يوما بعد آخر بين الحكومة "اللي كاتطبل لراسها.." وانتظارات المواطنين الذين اكتووا بكثير من قراراتها اللاجتماعية.
حكومتنا للأسف "عمية" لم تعد تذكر المشاكل ولا حتى وعودا بحلها ولا نقائص، وإن عرجت عليها، "كاتلصقها" في حكومتي بن كيران والعثماني.