قضايا

الجزائر أو حين ينقلب السحر على الساحر

سعد كمال

أصاب توالي بلاغات وزارات الخارجية في عدد من البلدان الأوروبية بخصوص تمسكها بالشراكة الاستراتيجية مع المغرب، بعد حكم محكمة العدل الأوروبية بشأن اتفاقي الصيد البحري و الفلاحة، ( أصاب) الجزائر في مقتل، التي يتأجج سعارها، كلما صدر بلاغ يؤكد عدم الالتزام بهذا الحكم و الاكثراث به.

و لم تجد الجزائر إلا التعبير عن أسفها لتنفيس الخيبة التي أصابتها، بعدما لم تدم فرحتها إلا برهة، و سرعان ما انهارت أمام المواقف الرسمية الصريحة التي عبرت عنها العديد من الدول الأوروبية، التي شددت أن موقفها من قضية الصحراء، لا يمكن أن  يزحزحه حكم جائر أو ينال منه قرار سائب.

و يضاف هذا الفشل الذريع إلى سلسلة الإخفاقات التي راكمتها الدبلوماسية الحزائرية، و هي تسعى إلى حشد التأييد لقضية مفتعلة، أدركت أغلب دول العالم، و خاصة القوى الكبرى، أنها مجرد هلوسة أصابت نظاما على وشك الانهيار، و يصطنع صراعات خارجية للتغطية على فشله الداخلي. 

و لسنا هنا بحاجة إلى التذكير بالكم الهائل من البلاغات و التصريحات التي لم تُقم أي وزن لحكم يبدو أنه زاغ عن جادة الطريق، و هو ما يؤرق الجزائر، و كما يقول المثل العربي:" لقد انقلب السحر على الساحر".