دعونا نقول إن قيادة اليسار اليوم تعاني من العجز والخوف. خوف من اقتحام النقاش السياسي الحقيقي وإثارة القضايا الجوهرية، وتفضل أن تريح نفسها بالإختباء خلف الواقع وتعقيداته وتوظيف ذلك لتبرير عجزها وإبراء ذمتها في الدفاع المستميت عن مشروع سياسي وفكري مستقل يعزز الأمل ويفتح أفقا سياسيا واضحا على المستقبل.
الخوف والعجز جعلها تتفادى خوض مغامرة الإنفتاح على الإعلام بمختلف ألوانه في زمن الثورة الرقمية لتوضيح مشروعها القائم أساسا على إشكالية الديمقراطية التي لاتزال عالقة في بلادنا منذ عقود من الزمن، ومن مؤشرات ذلك حكومة هجينة لاتملك المبادرة والقرار السياسي.
قيادة لا تبدع ولا تجتهد ولا تقدم على مبادرات لحلحلة ميزان القوى وانسحبت للأسف من معارك المجتمع ومشاكله وانشغالاته في ظل فراغ مخيف وغياب بديل ديمقراطي، قيادة تركت المجتمع وحيدا في مواجهة تغول الفساد والإستبداد.
إن قيادة اليسار المصابة بالوهن والضعف تشكل جزءا من أسباب تراجع النضال الديمقراطي وهيمنة قوى الريع والفساد على المشهد السياسي.