فن وإعلام

يا له من فقد كبير..

يونس الخراشي

في أيام قليلة فقدت الساحة الإعلامية ثلة من أبرز أقلامها؛ الحسين الحياني، وجمال البراوي، وبلعيد بويميد، وعلي بن استيتو (لا أعرفه شخصيا، وهو من قيدومي وكالة المغرب العربي للأنباء). ويا له من فقد كبير، ورزء مؤلم.

يفترض أن هؤلاء، وأندادهم، من أساتذتنا وأستاذاتنا، في الإعلام، يمثلون جزءا من رأسمالنا اللامادي، الذي يتعين علينا الاحتفاء به، ونقشه في الصخر، وتلقينه لأبنائنا، والأجيال الجديدة، حتى يبقى وثيق الصلة بالمعيش اليومي، تاريخا موثقا لبعض من تراثنا العظيم.

فهل من يتصدى، من مؤسسات الإعلام الرسمية، والمسؤولة، للتوثيق في هذا الباب، وقد فقدنا الكثيرين، ولاسيما في السنوات الأخيرة، وأذكر مثلا، محمد العزاوي، وعبدالفتاح الحراق، ومحمد بن ددوش، وغيرهم ممن سبقونا إلى دار البقاء، على أن نلحق بهم يوما؟

هل يصح أن ننسى صوت العزاوي في الأحد الرياضي؟ أليس عيبا علينا أن نتنكر لترنيمات الحراق؟ ولتنغيمات الحياني؟ ولضربات البراوي؟ ولرسومات بلعيد بويميد؟ ولأعمال غيرهم التي وشمت طفولتنا، وشبابنا، وعلمتنا، ورسمت مساراتنا؟

هل إعلامنا الذي يضج في تلفوناتنا، اليوم، هو الذي تمناه هؤلاء؟ هل يستحق أن يكون هو الوريث الشرعي لما سلف؟ هل هذا الذي نراه هو التلميذ الذي ترعرع في المدرسة المغربية للإذاعة الوطنية العظيمة؟ وبين صفحات الجرائد الورقية الغالية؟ وفي ردهات دار البريهي؟ وفي المعاهد الصحفية المحترمة؟ 

رحم الله من وافاهم الأجل المحتوم. وأعاننا كي نكون خير خلف لخير سلف. إلى أن يأتي يوم لا ريب فيه.