رأي

محمد هرار: عن أي حرية تعبير نتحدث؟!.

يعتقد كثيرنا، أن حرية التعبير في الغرب مكفولة للجميع. وهذا صحيح إلى حد ما مع التفصيل الآتي.

هناك العديد من الحالات التي تم فيها التدخل الصارم وربما العنيف لصالح حماية المعتقدات الدينية والمذهبية، والتوجهات السياسية لفائدة جهات معينة، منها على سبيل المثال وليس الحصر؛ قوانين معاقبة إنكار “الهوولوكوست”حتى في مجال البحث العلمي والأكاديمي.. وقد عاقبت المحاكم الأوربية العديد ممن قاموا بالتشكيك في هذه الوقائع غير الدقيقة باعتراف اليهود أنفسهم. كما جُر في تسعينات القرن الماضي المفكر الفرنسي “روجيه جارودي ” للمحاكمة بتهمة مخالفة قانون يحظر مناقشة قرارات محكمة نورمبرج، التي عقدت بعد الحرب العالمية الثانية. والتي اعتمدت رقما رسميا لا يناقش إلى يوم الناس هذا، حُدد في ستة ملايين ضحية. لا نقاش.

كما وتم منع العديد من الأعمال الفنية والأدبية، التي تناولت حياة السيد المسيح بشكل غير لائق في أوروبا وأمريكا مثل:

- Vision & Ecstasy. - Council in Heaven - Last temptation of Christ

وفي البلد الذي أعيش على أرضه الدنمارك، تم منع وطلب الاعتذار من بعض الصحف التي حاولت فاشلة في مجرد التعليق برسوم كاريكاتورية خفيفة عن دولة الاحتلال الإسرائيلي دون جدوى.

>> كان رجال الإعلام بمختلف أنواع وسائل التعبير في الدنمارك، يتعرضون لضغط اللوبي الإسرائيلي، في كل محاولة، بل ويُستدعون للسفارة لتقوم بتوبيخهم ودفعهم للاعتذار على الفور “فيستجيبوا”مجبرين، “مكره أخوك لا بطل” خوفا من المتابعات القانونية..

هكذا هي حرية "التعبير والصحافة" في الغرب الذي يكيل بمكيالين. ويزن بميزانيان. لكن وللأسف؛ عندما يتم الاستهتار والتهكم والسخرية المتعمدة على معتقدات المسلمين؛ فلا نجد من يوقف تلكم الاعتداءات، بل وتقوم القيامة دفاعا عن حرية الصحافة والتسخير والتوظيف الشنيع للإعلام..