مملكةُ المغربُ التي أعرفُ وأحبُّ ، أرضٌ ثابتةٌ لا ترتجُّ ولا تهتزُّ، بما تحملُ من خيرٍ تجُودُ به على أهلها والآتين إليها معًا ، قادرةٌ طَوال الوقت على الولادة والمنْح ، وما وقع فيها من زلزالٍ كان مجرَّد ضَّغط تراكَمَ عبر الشُقوق الجيولوجيَّة ، كأنه كان هناك نشاطٌ بركانيٌّ، زحزَحَ الصُّخور التي مادت من تحت الأنقياء المغاربة .
هو امتحانٌ قاسٍ للمُحبِّين من أهلنا في المغرب ، وليس هوْلًا ، أو بليَّةً، أو مُصيبةً شديدةً حلَّت فوق الرؤوس التي لا تعرفُ الانحناء .
المغرب لا يحتاجُ إلى مُساعدةٍ من أحدٍ ، لكنه يحتاجُ فقط إلى قلوبٍ بيضاءَ بعيدة عن الغِلظة والجَفاء ، تسعى وتدعمُ وتربتُ على الأرواحِ الآمنة .
فمن هوْل المُفاجأة التي هي حدَثٌ جللٌ ، يتوقَّفُ العقلُ فيه عن التفكير ، ولا يقدرُ على الكتابةِ أو المُواساة .
أعرفُ الرُّوح المغربية كما تعرفُ نفسي خريطتي ؛ولذا عندما تَزَلْزَلَتِ الأَرْضُ المغربيةُ ، اهْتَزَّتْ قُلُوبُ المحبين ،ورَجَفَتْ وَارْتَعَشَتْ من فرط التأثُّر بعد مُعاينةِ الفَقْد والخُسران .
إنَّ المغرب أرضُ "الزُّلاَزِلُ" - أي الماءُ العذبُ الصافي السَّلِسُ - ، لا "الزَّلازِلُ" أي الهِزَّات الأرضيّة الطبيعيّة التي تنشأ تحت سطح الأرض .
سيبقى المغرب القبلةُ التي يتوجَّهُ إليها العارفون بمكانة وقدر بلد الرفعةِ والذَّوقِ والخَلْقِ والابتكار .