قليلون جدا من يعرفون ان البلد مستهدف من جميع من كان ولا يزال سببا في ازماته، فرنسا محتل الأمس لا يروقها أن ترى ان المغرب بدأ في الإستقلال عن نفسه بعيداعن وصاية فرنسية لم تتغير منذ اتفاق 2 مارس 1956 ،كنت ولا زلت اعتبر ان هذه الدولة التي تنهب افريقيا الغربية منذ عشرات السنين ولن تنتهي من سرقتها الا بعد ان يتحقق لأربعة عشر دولة سيادتها المالية واستقلالها الإقتصادي والتجاري.. فرنسا الإستعمارية تصنف كاول بلد عنصري في القارة الأوروبية لا تتورع عن استعمال كل الأساليب للهجوم على المغرب الذي يمشي قدما نحو رفع الوصاية.. في السنتين الماضيتين خلقت جميع المبررات للطعن في مشروعية الحق المغربي في اراضيه المنهوبة منذ القرن التاسع عشر والى غابة 1950بدات باتهام المغرب بالتجسس على مسؤوليها باستخدام نظام بيغاسوس الوهمي، الذي اثبت الإتحاد الأوروبي نفسه براءة المغرب من استخدامه.. وما تصريح الطاهر بن جلون الأخير إلا دليل على حماقة كبيرة ارتكبها ماكرون الصبي المراهق الذي استشاط غضبا وهو يهاتف ملك البلاد.. بعد ذلك انطلقت حملة اتهام المغرب بكونه يصدر فوسفاط به نسبة كبيرة من الكاديوم التي تعتبرها الدولة الأفرنجية مادة مسرطنة ، والحقيقة أن الإتحاد الأوروبي ومعه فرنسا سيكونون مجبرين على تغيير القانون الذي يسمح باستعمال الفوسفات المغربي على الرغم من نسبته العالية من مادة الكاديوم بسبب غياب المنافسة على تصديره.. وبسبب غياب اهم فاعل في ميدان مد الإحتياجات الأوربية من ماده الأسمدة، واعني به روسيا بسبب الحظر ،بعد ذلك لجأت الى الهجوم على المغاربة المقيمين ببلادها والإتحاد الاوروبي الذي اتهمتهم بكونهم يخربون ميزانية فرنسا بسبب ما يبعثونه من اموال الى اهاليهم بالوطن الام..هي لجأت إلى هذا الخبث لعلمها ان مغاربة اروبا يشكلون موردًا مهمًا للخزينة بتحويلاتهم المالية.. هذه هي بلد الحريات التي تريد ان تمنع اشخاصا محددين من استخدام اموالهم اينما ارادوا وتريد في المستقبل القريب التضييق على العمال المغاربة المتقاعدين الذين ستجبرهم على قضاء مدة لا تقل عن تسعة اشهر ان هم ارادوا الإستفادة من محصلاتها ومدخراتهم المالية في البنوك الأوربية!؟ دولة الحريات المدنية والسياسية والإجتماعية والثقافية تريد ان تكون وصيا على عمال مغاربة ساهموا في الإقتصاد الفرنسي وأدوا الضرائب في هذا البلد وكانوا نعم الرسل ونعم السفراء في كل بلاد المعمور، الدولة العميقة في باريس لم تكتف بذلك بل دفعت صنيعتها في دولة الكابرانات الى بذل كل الوسائل في ممارسة سياسة عدائية تجاه المغرب، دولة الكابرانات التي لم تستقل بعد عن الدولة الفرنسية العميقة؟؟ هي الآن رائدة سياسة العداء تجاه المملكة بدأتها بقطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المجال الجوي في وجه الطائرات المدنية المغربية وتمارس عبر اذرعها الإعلامية سياسة عدائية مسعورة لم تكتف فيها بالدولة ورموزها، بل تجاوزت ذلك إلى الدولة والبلد والسكان والتاريخ.. وألصقت بنا كل التهم واصبحنا يهودا وممارسي الذعارة ومشعوذين وتجار مخدرات، وكل شيء إلا أن نكون شعبا قدم لهم كل التضحيات حتى لا يبقى الإستعمار جاثما على مؤخراتهم العفنة!! المشكلة عندي ليست في فرنسا او حتى بصنيعتها المؤسسة بمرسوم وزير الحربية الفرنسي يوم 14شتنبر 1839، المشكلة هي ابناء البلد المزدادين في تربته هؤلاء هم الطابور الخامس الذي لايمكن ان يعول عليه في المواقف الصعبة وهم من يمكن ان يخذلوك يوم الحسم مع الكلاب.. المغرب يا سادة ليس أسوأ البلدان والحياة فيه رخيصة مقارنة حتى بالولايات المتحدة الأمريكية، اسعار في المتناول رغم الظروف الإقتصادية والإجتماعية الضعيفة في مقابل الإقتصاد الأميركي او حتى الفرنسي! وقد راينا كيف نجحت البلاد في افراغ اسواق بريطانيا من الطماطم ولما طالبها مجلس العموم قالت لهم كلوا اللفت!!؟ انا لست مدافعا هنا عن الحكومة.. ولا عن الدولة لكني ادافع عن تمغريبيت التي تتملكني هواجسها من راسي الى اخمص اصابعي.. فعلا لا يمكنني الا ان اردد ما صرح به الاعلامي المتميز ناصر عبد الصمد بان الوطن يحتاج الى مواطنيه بجميع اطيافهم للدفاع عنه.. فعلا تأكد لي ان التهجم على المغرب والمغاربة هو اكبر دليل انه يزعجهم ويعري عوراتهم امام شعوبهم. تبا لك ايها البلد الجار انت وصمة عار في جبين من ماتوا شهداء دفاعا عن استقلالك وفيهم مغاربة شرفاء ، لكن التاريخ لا يرحم الجبناء وقصار النظر وعديمي الكرامة، الأصيل يبقى اصيلا اما الطارئ فمصيره مزبلة التاريخ.. (فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) صدق الله العظيم
رأي