واختتم المهرجان الذي نظمته على مدى ثلاثة أيام جمعية تيغالين للصيد الصناعي بآسفي بشراكة مع عمالة إقليم آسفي، والجماعة الترابية لآسفي، وغرفة الصيد الأطلسية الشمالية، والمكتب الشريف للفوسفاط، بإقامة سهرة فنية كبرى بساحة مولاي يوسف استقطبت جماهير غفيرة من كل الأعمار.
واستهلت السهرة الفنية بحفل موسيقي للفنان اللبناني جورج شهيد الذي أتحف الجمهور بباقة من أعماله الفنية إلى جانب أغاني عربية، قبل أن يختم مشاركته في الحفل بأداء الأغنية الوطنية الخالدة "صوت الحسن ينادي" وكذا "العيون عينيا" ملتحفا العلم المغربي.
إثر ذلك اعتلى المنصة الفنان مصطفى المهراوي الشهير بموس ماهر الذي ألهب حماس الجماهير الحاضرة من خلال باقة من أروع وأنجح أغانيه التي تفاعل معها رواد المهرجان بحرارة وظلوا يرددوها معه من بينها "لحماق حماقي".
كما كان جمهور المهرجان من ساكنة مدينة آسفي وزائريها، على موعد مع الفنان سعيد مسكر الذي قدم مجموعة من أغانيه المتميزة التي تجاوب معها بشكل كبير الحضور الجماهيري الغفير بالمزاوجة بين ترديد كلماتها والرقص على إيقاعاتها الشبابية.
ومن أقوى لحظات الحفل الختامي لهذه التظاهرة إطلاق الشهب الاصطناعية من فوق المعلمة التاريخية "قصر البحر" لتضيء سماء مدينة آسفي تخليدا للذكرى ال25 لاعتلاء الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين في أجواء احتفالية بهيجة.
ويهدف مهرجان البحر بآسفي إلى الاحتفال بالبحر، وبجماليته وعطائه من خلال التاريخ الضارب في القدم، والقطاعات الحيوية الأخرى كالثقافة والفن والاقتصاد والموسيقى والبيئة، من خلال محطات تمتزج فيها ثقافة الساكنة مع المهنيين مع الجانب الروحي الذي ينهل منه المهنيون العاشقون للموسيقى الروحية التي هي أحد أعمدة الفن بالمدينة.
كما تسعى هذه التظاهرة، التي حملت عنوان "سمك السردين"، إلى إظهار العلاقة الوطيدة بين الكثير من الفنون الثقافية والبحر ومنها عادات وتقاليد ساكنة المدينة من خلال تأثير البحر ورمزية ميناء المدينة، ومعها التعريف بما يزخر به بحر إقليم آسفي من غنى وتراث وتمازج بين حضارات عديدة توالت عليه.
ويستهدف هذا الموعد السنوي محبي البحر وعاشقيه، والمهنيين والمستثمرين، المغاربة منهم والشركاء العالميين، وكذا العموم والخواص، من أجل التعريف بما يزخر به البحر من خيرات وعطاءات ون عم كبيرة وكثيرة حان الوقت لتثمينها والحفاظ عليها.
كما يجسد المهرجان التراث المادي واللامادي لحاضرة المحيط ومن خلاله تتمظهر كل أساليب العيش والتوافق مع البحر بكل التجليات وعبر كل أسس التعبير المعيشي والفني.
وتضمن برنامج هذه التظاهرة فقرات جمعت بين الجانب الروحي والعقائدي والعادات والتقاليد والتطور، لتقدم صورة حقيقية ورائعة لحاضرة المحيط التي ارتبط اسمها بسمك السردين الذي صنعت معه مكانة عالمية.
واشتملت هذه الفقرات على مسيرة دينية يطلق عليها "المعروف" تم خلالها ترديد آيات قرآنية وأدعية وتوسلات وأمداح نبوية وموسيقى صوفية، وسهرات فنية وعروض في فنون الشارع، ومهرجان تذوق سمك السردين.