امرأة

اعترافات أنثى.. "هذا سر تعطشي الدائم للجنس "

كفى بريس: صحف


مفتاح التجربة الفضول، والفضول ليس فقط حب المعرفة واقتحام أمر خفيّ، لكنه الشغف. أي إنسان يرتبط شغفه بحاجياته الأساسية، التي يقع الجنس بها موقع الأوليات والأساسيات.
 

شغفي بالجنس جاء من التعتيم، شغفي جاء من ما تعرضت له من انتهاك لجسدي من الأغراب، أنا الفتاة التي سقطت من السماء دون أي اختيار لتكون إنسانا يتعرض لمحاولة اغتصاب في سن العاشرة.

وليكن. مررت بتجربة قاسية تليها تجربة أقل خطورة من الناحية المادية وأكثر ألما من الناحية المعنوية،  تجاهلت جسدي، كوني فتاة، جلستُ أكتب وأنطوي وأمارس عادتي السرية دون معرفة بها.

أمارس العادة السرية منذ الطفولة ! أرضي احتياجا لا أعرفه. مطمس، كما تم طمسي في سن السادسة مع ختاني.

تلك الحاجة التي لا أعرف لها سببا ولا مكانا، احتاج شيئا يُلح من داخل أعماقي، لا أجده ولا يجدني، لا يأمرني ولكني أُلبي طلبه.

وكلمة الاحتياج هنا هي المعنى الدقيق الواضح لي، المعنى الذي يُشبع كياني راحة بعد دقائق بسيطة.

التعتيم، الخوف، التعنيف، التضييق.. وما إلى ذلك من أشياء جعلتني سلبية المشاعر ناحية جسدي، أخافه وأكرهه، لكن رغم كل ما قدمته له من كره ظل يئن ويحتاج دون أي أمر منه أُلبي حاجته وأنا أخافه.

الوقت يمر. هذا هو الأمر، نكبُر ونسعى للاكتشاف، نضع يدنا على شغف طالما حاولنا أن نبعد عنه، لكنه أمامنا الآن وجهًا لوجه، فالبداية تكون بمحاولة المعرفة المتحفظة، ويمكننا أن نختلف على مصطلح ( المعرفة) هنا، فمعظمنا جلب معلوماته من أصدقاء أو معارف أو أفلام أو أو. مصادرنا لا تعطيك المعلومة بل تدعوك لممارسة الجنس أو الاهتياج.

ولأننا ( ذكر و أنثى) فانشغلنا بملاقاة الجنس الذي نحلم به في خيالنا، وأنا ايضًا قررت أن أمارس جنسًا لا أن أعرفه.

أخذتني مشاعر مختلطة، قاسية، حادة، وبدوت كأني افتح جرح قديم بسكين، كل ما ممرت به واعتقد اني شفيت منه لم يكن إلا خمول مؤقت، توجعت لذكريات، وخفت من لمسته، بكيت، هربت، وانتظرت حلًا.

أصبحتُ تلك التي تذوقت طعمًا لم تذقه من قبل ولكن بشكل عابر، تريد مرة أخرى، تحتاج لأن تعمق اكتشافها.

لوقت قريب  معلوماتي عن ممارسة الجنس كانت محدودة، وكنت لا أحاول أبدًا أن أعرف أي معلومات تخص جسدي كأنثى أو جسد الذكر، حتى وإن اعترفت بممارستي الجنس مرارًا، كنتُ أمارسه بالفطرة.

حديثي هذا مواجهة ومباغتة لأنصاف العقول، هن لا يجلسن على حرف السرير ينتظرن فحولتكم تأتيهن على هذا الحصان، هن مثلي يبحثن عن بوقة حديث عن إنسانيتهن المبعثرة بين عيب وحرام وماينفعش وإنتي مش أهل لذلك. حديثي لكي نقترب  لنقطة إلتقاء جديدة، نستمع إلى بعضنا البعض لا أن نتقاذف بالسُباب.

حديثي لكي اعترف لنفسي أني كنتُ على خطأ حين ألقيت بنفسي بداخل هذا المجتمع ليزيد عقدي وآلامي ويزيد صعوبة حلّ تلك العقد عليّ.

فأنا أحاول أن أحب جسدي بكل ما فيه، أحاول أن أجد الطريق إليه لنتصالح ونتعافى من هذا الوجع. نعم. مارستُ الجنس معهم، نعم فشلتُ فيه كثيرًا، نعم كنت أكره جسدي لأنه لم يعطني ما طمحت به من مشاعر.