قبل أيام من انطلاق البطولة العربية في كرة القدم، شاهدت صدفة فيديو لشخص مغربي يقدم تحليلا معمقا لهذه البطولة ويقف عند كل منتخب يُشَرِّحه ويحلل معطياته، وفي الأخير وصل الى نتيجة مفادها أن المبارة النهائية ستجمع منتخب المغرب بنظيره الأردني.
ورغم أني لا أتابع كرة القدم ولا أفهمها ولا أاحبها أصلا، دفعني فضولي إلى متابعته الى الآخر، وبدا لي أنا الجاهل الأمي في هذه الرياضة وكأن ما يقوله طلاسيم ورموز باللغة الصينية، عندما وصل إلى النتيجة التي أكدها في تحليله، قال بالحرف بأن على الورق واستنادا الى المعطيات والتحليلات التي قدمها فإن هذا ما سيحدث إن لم تحدث مفاجآت.
سخرت منه في سري، إذ كيف يؤكد النتيجة النهائية والبطولة لم تبدأ بعد؟ واعتبرت ما توصل إليه مجرد توقع غلبت عليه الرغبة والعاطفة، هذا رغم أنني فهمت من خلال تعليقات الناس على الفيديو أن هذا الشخص محلل كروي محترف.
نسيت الأمر إلى اليوم، حيث طالعتني الأخبار قبل قليل بأن نهائي البطولة العربية سيجمع فعلا المنتخب المغربي بالأردني.
بعد بحث سريع ضحكت وخجلت من نفسي، فلم أكن أعلم أن كرة القدم لم تعد تعتمد على الحدس والإنطباع والصدفة فقط، بل أصبحت علما تُدار تفاصيله بالأرقام، والإحصائيات، والمناهج، والإستراتيجيات، والتحليلات، والدراسات... مما يجعل التوقع مبنيا على احتمالات مدروسة لا على المصادفة، ويظهر كيف يمكن للعقل التحليلي أن يستشرف المستقبل ويسبق الحدث حين يفهم معطياته بعمق...!!






