إذا ما صح أن معملا للنسيج بمدينة طنجة يُشغِّل شبابا وشابات برواتب شهرية مهينة ومخجلة لا تتجاوز ألف درهم، فهذا ليس شغلا ولا عملا..

والواقع أن ما رأيناه في فيديو الشابة المعلومة هو الاتجار بالبشر..

وما رأيناه هو حياة الماعز..

وما رأيناه يدخل في خانة الانتهاكات الجسيمة ضد الإنسانية..

 نعم إن الأمر كذلك خاصة إذا ما تأكد أيضا أن الشابة المغربية أو ضحية الاتجار بالبشر هي من تصرف على علاج شقيق لها مصاب بمرض التوحد..

وظني أن المصابين بمثل هذه الأمراض الخطيرة والمكلفة والمزمنة ينبغي أن يُعالجوا بالمجان إذا ما كنا في بلد يحترم مواطنيه ويحترم مرضاه..

ثم ما قيمة تلك الأرقام الرسمية التي نسمعها، صباح مساء، على لسان رئيس الحكومة أو على لسان الناطق الرسمي باسمه أو على لسان الوزير الوصي حول التشغيل وحول نسبة النمو وحول على تراجع البطالة وحول الحد الأدنى من الأجور؟..

كل هذه الأرقام الرسمية الحكومية تصبح اليوم مجرد "تضليل إعلامي" بمجرد ظهور شابة في فيديو كشفت فيه الحقيقة الكاملة لأوضاع الشابات النساء ولأوضاع التشغيل في المغرب..

والحقيقة أن ما قالته هذه الشابة في هذا الفيديو هو ليس إدانة لرئيس حكومة يستحق لقب "عدو الشعب"..

ما قالته هذه الشابة هو يدين أرقام الحكومة وهو أيضا أكبر دليل على أن البلد يسير، بخطى ثابتة، إلى الخلف..

..