فن وإعلام

مارسيل خليفة... دمعة على منصة أكاديمية المملكة ودفء في حضرة الأصدقاء

صلاح الوديع
لم يكن مارسيل خليفة يحتاج الى كثير عناء كي يقنعني بحضور حفل تنصيبه عضوا بأكاديمية المملكة المغربية.

جرى الحفل تحت رئاسة الشاعر المغربي محمد الأشعري فيما كانت الكلمة التقديمية للمفكر المغربي نور الدين أفاية، وطبعا بحضور الأستاذ عبد الفتاح الحجمري رئيس الأكاديمية.

كباقي الحاضرين، استمعت إلى مارسيل يتلو النص الذي كتبه للمناسبة، إلى أن شرِق بالكلمات في الختام، مداريا دمعته بالتفاتة مراوغة.  

ثم كان استرجاع الذكريات، بعد الحفل. الذكريات التي تُبكي كما تلك التي تُضحك. بحضور ثلة من الصديقات والأصدقاء.

كل لقاء مع مارسيل مناسبةٌ لاسترجاع براءة الطفولة، ولو للحظات خاطفة.

نضحك. نعرِّض ببعضنا، نتَّهم بعضنا بالمبالغة في العشق، ثم نضحك إلى أن تصل لحظة الحكي عما جرى في الغياب...

وما جرى خلال السنتين الماضيتين فاق الشعور بالألم.

دردشنا حول السقوط الأخلاقي الذي يجر العالم اليه المتنفذون فيه اليوم... فحديث التضامن مجددا مع الشعب الفلسطيني واللبناني 

ولو توفر الوقت لتحدثنا كذلك عن السوري والسوداني واليمني...

سألته عن الأغنية التي كان محمود يفضلها لديه... قال "جفرا"

وسألته عن لبنان لأقرأ في عينيه شعاع الأمل الذي لا يفارقه وأنا أستحضر الفظاعات التي لا زالت تجري تحت أعين العالم.

ذكرته مرة أخرى بأنني استمعت إلى أغانيه مهربةً في السجن في بداية الثمانينات وقد سربتها إليَّ سرا أختي أسماء

وذكرته بلقائه مع الراحلة آسية في فرنسا وصورتها معه التي وصلتني في نفس السجن

وسألته عن أحوال صديقنا المشترك جواد بولص محامي الأسرى الفلسطينيين الذي لا يمل ولا يكل...

قبل أن نفترق تأكدت - وأنا أتطلع إليه – أن فنه العابر للأوطان، المستقر في تجاويف القلب والوجدان - وربما غدا العابر للأزمان - لا يمنعه من أن يكون مغربيا، كما يحلو له أن يقول...

ثم افترقنا