استغربتُ من ردّ أحد مسؤولي القناة الثانية على الزميل حسن فاتح، الذي عبّر في تدوينة له عن انتقاده لأداء القناة في تعاطيها مع الشأن الرياضي، خصوصًا من خلال ما جاء في برنامج الوسيط.
مصدر الاستغراب ليس في الردّ ذاته، بل في تشخيص الأمور عوض، مناقشة الأفكار، وفي الانزلاق نحو الاتهامات والمغالطات، من بينها القول إنّ الجسم الإعلامي لفظ الزميل حسن، والحال أنه أنهى مساره المهني داخل القناة بشكل طبيعي بعد بلوغه سنّ التقاعد.
أما الإشارة إلى أنه لم يُعتمد من طرف أي منبر للاستفادة من خبرته، فهي قراءة سطحية تتجاهل واقع سوق الشغل الإعلامي وضيق فرصه، في وقت يعرف فيه الجميع أنّ الاختيارات المهنية لا تُبنى بالضرورة على الكفاءة والخبرة، وأنّ غياب سياسة واضحة للاستفادة من الصحافيين القدامى يحرم المشهد من تراكم التجربة ويمنع خلق أطر جديدة قادرة على ربط الجسور بين الأجيال وخدمة الكفاءات الوطنية.
وإذا تجاوزنا هذه المناكفات، فإنّ الأسئلة الجوهرية التي تُطرح على القناة تبقى مشروعة:
لماذا توقفت القناة عن نقل مباريات البطولة الوطنية؟
لماذا لا يوجد برنامج أسبوعي يُقيّم الحصيلة الرياضية بموضوعية؟
لماذا تغيب البرامج الحوارية الدورية التي تُعنى بالمجال الرياضي؟
لماذا نفتقد البرامج الاستباقية التي تواكب المشاركات قبل انطلاق المنافسات؟
وأين هو الاهتمام بالتاريخ والذاكرة الرياضية وتعريف الأجيال الجديدة بها؟
إنّ المواطن العادي يُدرك وجود اختلالات واضحة، ويُفترض في القناة أن تُصغي إلى النقد البنّاء بدل السعي إلى إسكات الأصوات التي تعبّر عنه.
فالنقد ليس خصومة، بل دعوة صادقة لتصحيح المسار.






