رياضة

حكيمي، صلاح.. والآخرون

سعيد بلفقير (إعلامي)

كرة ظاهرها من ذهب وجوهرها ذهب.. دون رجعة.

هكذا أرادتها فرنسا بتواطؤ غير معلن مع أذواق شكلتها الشوفينيات القاتلة، وشركات لا تخفي ميل بوصلتها نحو الشمال، لأن الجنوب عنوان تبعية وفقر وتخلف.

الخطيئة الوحيدة في تاريخ الجائزة عندما توج بها جورج ويا الفتى الأسمر القادم من ليبيريا لينثر سحر إفريقيا بملاعب القارة العجوز وليضخ في أوصالها جمال اللعبة في زمن الكبار.

دخلت الشركات واللوبيات وتيارات سياسية على الخط وصارت لها اليد العليا في تصنيف اللاعبين ومنح الجوائز ومنعها.

المجلة الفرنسية هي وجه فرنسا القبيح، الذي لم تفلح مساحيق العلامات الكبرى ولا عطور عاصمة الأنوار في تجميله.

 بدا الأمر محسوما منذ البداية، آلة الدعاية الباريسية روجت لفتاها الأسمر، لغياب فتى أبيض يليق به التتويج، وحكيمي في قرارة نفسه كان يعرف التفاصيل وهو من يعيش في بلد يساومك على الماء والهواء، على الشرف والترف والكلمة، كان يعرف أن فرنسا لن تقبل أن تؤخذ منها كرتها الذهبية وناديها المتبنى متوج بأغلى كؤوس القارة.

في لحظة ضيق وحنق قد نقول إن حكيمي أكبر من الكرة الذهبية، لكننا لسنا من هواة الشعارات، بل نصف الأشياء بما فيها، إنها تزوير للحقائق وتكذيب للأرقام، لأن ديمبلي لا يستحق حتى مركزا بين الستة الأوائل لأنه ببساطة لم يكن حاسما كما كان حكيمي وفتينيا ودوناروما، ولم يكن مبهرا كما كان لامين يامال ومبابي وصلاح، كان ديمبلي فقط يقطف زرع الآخرين.

من الجميل أن نرى لاعبا مغربيا وآخر مصريا ينافسان على الكرة الذهبية، لكن من باب المنطق أن ندرك أن كرة القدم قد تحولت من كونها رياضة إلى مجال للصراع الإيديولوجي تغذيه المواقف والانتماءات الضيقة، ومزاجية المصوتين.

غادر يا حكيمي فباريس انطفأت أنوارها في قلبك، غادر يا حكيمي فمقامك أكبر من ناد لن يشرب من كأس الأبطال مرة أخرى، وتذكر ذلك.