لم أشجع نادي ريال مدريد كمعجب، لكنني احترمت دائما هذا النادي العريق في لعبة كرة القدم في إسبانيا وفي أوروبا وفي العالم، ولكنني أعلن محبتي لهذا النادي إنسانيا؛ لأنه نجح في تحقيق حلم شاب مغربي من منكوبي زلزال إقليم الحوز للعام 2023
تحول عبد الرحيم أوحيدا إلى أشهر يافع ناج من كارثة زلزال الحوز في المغرب، بعد أن خصه النادي الملكي الإسباني باستقبال الأبطال؛ ممر شرفي وتصفيقات النجوم، مع شرف أول ركلة لكرة القدم في أحد مباريات الدوري الإسباني
تدفع أحداث رياضية كروية إلى الكتابة من القلب، وسط أخبار روتينية عن البطولة المغربية لكرة القدم، لأن اللعبة مغربيا مجرد نتائج وأخبار باردة؛ ولكن المدارس الكروية العالمية تعطيك الأمل أن المستقبل لا يزال ممكنا ومشرقا وسط الساحرة المستديرة، فما على كل منا إلا الإيمان لأنه بوابة الدخول إلى عالم المعجزات
قدم عبد الرحيم من قمم الأطلس في وسط المغرب، لينزل ضيفا عزيزا على قلعة النادي الملكي الإسباني لكرة القدم، في تكريم استثنائي، أصاب المغاربة في قلوبهم بسهام حب لهذا النادي، الذي يفضل ارتداء اللون الأبيض، عندما يستقبل ضيوفه على المستطيل الأخضر
العناق الحار جدا الذي خص به النجم الفرنسي كيليان مبابي لليافع المغربي عبد الرحيم، أدخلت نجم ريال مدريد إلى قلوب المغاربة، لأن وراء الفكرة متخصصون حقيقيون في التسويق وفي التواصل، يعرفون أحسن الطرق للعزف على قلوب المعجبين في العالم، يمزجون بين الإنساني وبين الوصول إلى التأثير في المعجبين من الناس
تحولت رحلة عبد الرحيم إلى قصة عالمية، أولا بفضل تغطية إخبارية لقناة عربية، وثانيا بفضل نادي كروي عالمي حرس على تحقيق حلم يافع يريد أن يغير كرته البسيطة بركل كرة النجوم، واستبدال قميصه المقلد البسيط للنادي الملكي إلى نسخة أصلية يوقع عليها كل نجوم النادي، بل إنهم انتظروا في الطابور لالتقاط صورة مع النجم المغربي اليافع
بدوره الرئيس الكبير للنادي الإسباني، الشيخ فلورنتينو بيريز، وقف ليصفق مع كل الجمهور، في ترحيب بيافع مغربي حمل حلمه من قرية منكوبة في جبال الأطلس المغربية إلى العاصمة الإسبانية مدريد، هكذا تفعل الأندية الكبيرة؛ تحرص على تحقق الأحلام
لماذا لا نفكر في المغرب في تحقيق أحلام اليافعين خصوصا من ضحايا زلزال الحوز؟ ماذا كان سيقع لو جاء أطفال وشباب الحوز ضيوفا على مباريات البطولة المغربية لكرة القدم أو ضيوفا فوق العادة لحدث افتتاح ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط؟؟؟ ألا يستحق المحرومون التفاتات جميلة تستحق التنويه أم أننا لا نعرف كيفية مسح دموع الحزن عن المنكوبين مغربيا؟؟؟
أعتقد أن نادي ريال مدريد الإسباني ضمن محبة المغاربة سواء من المشجعين الأوفياء أو من المتعاطفين أو من المعجبين؛ لأن ما قام به يستحق رفع القبعة، قد يبدو الأمر بسيطا جدا، كتمرين إنساني، ولكنها حملة لفتح أبواب الأمل على ممالك الحلم عند الأطفال واليافعين
كل الشكر الجزيل مليار مرة لكل نجوم نادي ريال مدريد، الذي بدأت مشاهدة مبارياته في نهاية ثمانينات القرن العشرين، تستحقون كل الشكر الجزيل والصادق على كفكفة رائعة جدا لدموع سفير أطفال ويافعي وشباب المناطق المنكوبة بالزلزال في المغرب
أتمنى صادقا أن يتبنى النادي هذا اليافع المغربي في ملاعبه أو يخصه برعاية دراسية عساه يجد مستقبلا أفضل بعيدا عن القرى الجبلية التي لا تزال تعاني العزلة بين قمم سلسلة جبال الأطلس في وسط المغرب
ودائماااا سأردد بعد اليوم، هلا ريال مدريد






