سياسة واقتصاد

حوار أخنوش يتحول إلى وجبة دسمة للانتقادات ومادة خصبة للسخرية

الحسن زاين

كشف الحوار الصحفي الذي أجراه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، مساء الأربعاء وبث على القناتان الأولى والثانية، عن انقسام واضح في الأوساط السياسية والإعلامية بالمغرب.

وفي وقت دافعت فيه ياسمين لمغور، النائبة البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يترأسه أخنوش، عن رئيسها بشكل حاد، وهاجمت من وصفتهم بـ"العدميين"، اعتبر آخرون أن أداء رئيس الحكومة في الحوار كان دون المستوى المطلوب.

وكتبت لمغور: "رئيس الحكومة عزيز أخنوش ضرب كل العدميين والمشوشين في مقتل، بالأرقام، والواقع والإنجازات، ووضعهم في الزاوية الضيقة، وجرّدهم من كل ما تبقى لهم من أكاذيب ومغالطات وإشاعات.. #خروج إعلامي قو جعل #الدخول السياسي للمشوشين والذباب صعبا وثقيلا وشاقاً".

ولكن هذا التصريح لم يمر دون ردود فعل غاضبة من بعض المواطنين، حيث جاء تعليق على تدوينة البرلمانية من أحد المتابعين: "خرجة غير موفقة ونعت المواطن بالذباب، هو السبب في وصولكم للبرلمان والحكومة، بصوته وصوت الآخر. أتمنى أن يتم الاعتذار أو سحب هذه التدوينة المستفزة للمغاربة الشرفاء، والذين حينما يخاطبهم ملك البلاد وأمير المؤمنين بشعبي العزيز، أطال الله في عمره وجعله ذخراً وملاذاً لهذه الأمة."

وفي المقابل، اعتبر الإعلامي سمير شوقي الحوار ضعيفا، وكتب: "أمس أخنوش افتقد لغة الحوار وتقنية الجسد، وغابت عنه عناصر الإقناع، فكان العزوف والتجاهل أمراً طبيعياً. المواطن بحاجة لأجوبة حقيقية عن الإشكالات التي يعيشها منذ العام 2021، وعلى رأسها تدهور قطاع التعليم والصحة، وارتفاع البطالة، وتردي القدرة الشرائية."

 رأي شوقي في الحوار لاقى صدى واسعاً في أوساط التواصل الاجتماعي، حيث وصف العديد من المتابعين أداء أخنوش في الحوار بعدم الفعالية، وعدم القدرة على تقديم إجابات مقنعة للمواطنين.

وعلى الرغم من محاولات البعض الدفاع عن رئيس الحكومة، إلا أن العديد من التعليقات الساخرة والمنتقدة لم تتوقف، حيث قال أحد المتابعين: "رئيس حكومتنا الموقر لم يقل جملة مفيدة في الحوار، لم يجب جواباً واحداً يشفي غليل المواطن، ولم يستطيع أن يناقش سياسياً لأنه ببساطة رئيس حكومة ضعيف، ولا يملك الجرأة السياسية للتحدث عن أمور فيها صراع مع حلفائه."

 وأضاف آخر: "المواطن فقد الثقة في السياسة وفي مؤسسات الدولة بفضل أخنوش. أصبحنا نصدر الفضائح، وآخر تقرير للمجلس الأعلى للحسابات في آخر إبداعاته كشف أن المغرب قضى نهائياً على الفئة المعوزة التي تقل مداخلها اليومية عن 20 درهما."

الصحفيون والمتابعون تطرقوا أيضاً إلى تهرب أخنوش من بعض الأسئلة الحساسة التي طُرحت عليه، مثل قضية الدعم المخصص لاستيراد الأبقار والأغنام، حيث لم يقدم إجابة شافية، واكتفى بالحديث عن الفائض في رؤوس الأغنام نتيجة "سياسة حكومته المعقلنة."

في خضم هذا الجدل، يتضح أن الحوار الذي كان من المفترض أن يقدم صورة إيجابية عن إنجازات الحكومة، قد تحول إلى مادة خصبة للانتقادات، وفي أحيان كثيرة إلى وجبة دسمة للسخرية.