مجتمع وحوداث

زاوية آسا تحتضن ندوة علمية وتوقيع مؤلف جديد ضمن فعاليات موسم "ملكى الصالحين"

فاطمة الزهراء مامون (صحفية متدربة)

احتضنت زاوية آسا، الأحد 7 شتنبر الجاري، حدثين ثقافيين بارزين ضمن فعاليات الموسم الديني "ملكى الصالحين"، ما يعكس المكانة المحورية للزاوية كمركز للإشعاع الروحي والعلمي في الجنوب المغربي.


وقد تحوّل فضاء الزاوية إلى منبر فكري و ثقافي، استضاف ندوة علمية ثرية حملت عنوان: "قيم التصوف تحصين للوحدة الترابية للمملكة: الزاوية الشرقاوية نموذجا". 


و سلّط المشاركون خلال الندوة، الضوء على عمق التجربة الصوفية المغربية ودورها التاريخي في نشر تعاليم الإسلام السمحة وحماية الهوية الوطنية، مع إبراز بصمات أعلام التصوف المغربي وامتداداته في القارة الإفريقية، وتقديم الزاوية الشرقاوية كنموذج رائد في المشهد الصوفي.


وفي هذا الإطار، قدّم الدكتور عبد الهادي حميتو، عضو الرابطة المحمدية للعلماء، مداخلة أكدت العناية التي أولاها المغاربة للقرآن الكريم عبر العصور، مشيداً بالدور المحوري للمدارس العتيقة في خدمة كتاب الله. 


كما شهدت الندوة تكريم الأساتذة المشاركين، تقديراً لجهودهم الفكرية وإسهاماتهم المعرفية في إثراء الحوار وإبراز مكانة الزوايا الصوفية، وعلى رأسها زاوية آسا، كمركز للإشعاع الروحي والثقافي في الصحراء المغربية.


توازياً مع الندوة، احتفت الزاوية بتوقيع كتاب بعنوان: "جوانب من المشهد الصوفي بزاوية آسا بالجنوب المغربي" لمؤلفه الدكتور الحسان منصوري، بحضور حشد من المسؤولين والفاعلين المدنيين، يتقدمهم رئيس المجلس الإقليمي لآسا ورئيس المجلس الجماعي، إلى جانب ممثلين عن المصالح الخارجية.اذ اعتبر الكتاب إضافة قيمة للمكتبة المغربية، كونه يتناول بالدراسة والتحليل الدور التاريخي والروحي لزاوية آسا وارتباط إشعاعها بالعمق الإفريقي للمملكة.


وجدير بالذكر، أن نسخة هذه السنة من التظاهرة الدينية "ملكى الصالحين" انطلقت وفق برنامج متنوع يشمل أروقة موضوعاتية، معارض للصناعة التقليدية والمنتوجات المجالية، عروض الإبل والفروسية، فضاء الطفل، مجالس الذكر والمديح، وشعيرة نحر الناقة، إلى جانب أنشطة ثقافية متنوعة.


ويعد موسم آسا، منذ مئات السنين مناسبة للتلاقي وصلة الرحم بين مختلف القبائل الصحراوية، وموعداً يجمع الشعراء والمفكرين والذاكرين، كما يشكل فرصة للتعريف بالثقافة البدوية عبر الحرف التقليدية وأنماط تربية الإبل، ويعكس جذوره التاريخية العميقة المسجلة على قائمة الإيسيسكو، التي جعلته وجهة متميزة للمعرفة العالمة في التصوف و ملتقى للفنون العربية و الأمازيغية الإفريقية والحوار الثقافي.