هناك الكثير من الملاحدة المغاربة وفي مراتب اجتماعية راقية؛ منهم مفكرون وسياسيون وفنانون ومثقفون ومسؤولون أيضا، لا يستطيع من يجالسهم معرفةَ طبيعة عقيدتهم وإيمانهم الذي يؤمنون به. بل إن منهم من أفنى عمره كله في التفكير والتأليف حول العقل وعلاقته بتراث الإنسان العربي والمغربي تحديداً.
ومِن هؤلاء مَن رحل إلى دار البقاء ولم يتبين الناسُ هل كان مؤمنا بمَن يؤمن به غالبية المغاربة أي بالله الواحد الأحد، أم أنه كان ملحدا لا يؤمن بوجود إله لهذا الكون، ولا بأديان سماوية ولا هم يحزنون.
و وحدُهم بعضُ المقربين مِن هؤلاء مَن همسوا إلى بعض بأن فلانا لم يكن يؤمن بالله في حياته!
في مقابل هؤلاء هناك أشخاص نكرات يزعمون أنهم ملاحدة، ويريدون أن يعرف العالم عقيدتهم هاته التي يؤمنون بها، ويجاهرون بها جهارا نهارا وحتى بدون سبب، مع أنهم مجرد أشخاص يحيون على الهامش ولا أثر أو إنتاج فكري أو ثقافي أو سياسي أو حتى نشاط جمعوي معتبر لهم يمكن أن ينتفع به الناس؛ ويفعلون فعلَهم هذا التافه من باب الاستغلال السيء والخبيث لما يسمونها كذباً حرية الرأي والتعبير وحرية العقيدة.
هذا في الوقت الذي لا يسمع لهم صوتٌ ولا لغو أو رفضٌ، قياسا على حرية الرأي والتعبير أيضا، إزاء أعطاب السياسيين والمسؤولين والحُكام بمن فيهم الذين سارت الركبان بفسادهم وتسلطهم وتغولهم على العباد في هذه البلاد !!
تطرّفُ هذه الطينة من الملاحدة واللادينيين وإصرارهم على استفزاز من يخالفونهم العقيدة والإيمان، لا يوازيه ولا يشبهه إلا تطرف الداعشيين الإرهابيين، الذين يصرون هم أيضا على التباهي بما يعتقدونه الدين والعقيدة الصحيحة، ويستهزئون بل ويكفّرون الآخرين المختلفين معهم في طريقة الإيمان والعقيدة.






