حاول محمد اوزين الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ونائب رئيس البرلمان ( مادام يصر على التأكيد على الصفتين) في الحلقة الأخيرة من البرنامج الحواري "نقطة إلى السطر"، التهرب من مسؤوليته عن فشل/ إفشال التقدم بملتمس الرقابة، وإلقاء اللوم على الاتحاد الاشتراكي، غير أن التبريرات التي ساقها إنما تؤكد أن تضخم الذات والسعي إلى ممارسة السياسة عبر "الشو"، عند أوزين هو الذي ضيع ليس على المعارضة التقدم بذلك المقترح، وإما ضيع على المشهد السياسي فرصة ممارسة تمرين حقيقي للنقاش العمومي المسؤول...
وهو الهدف الأساس من ملتمس الرقابة...
ذلك ان الاتحاد الاشتراكي كان واضحا منذ الوهلة الأولى التي طرح فيها نيته التقدم بملتمس الرقابة ان الغرض ليس هو إسقاط الحكومة، لأن ذلك ضرب من المستحيل في ظل اغلبيتها العددية المطلقة، بقدر ما هو وضع الجميع امام مسؤولياتهم في إطار نقاش مسؤول في البرلمان يتابعه المغاربة مباشرة، مما يمكنهم من المفاضلة السليمة بين الأحزاب معارضة وأغلبية...
وللتذكير فإن إفصاح الاتحاد الاشتراكي عن نيته التقدم بملتمس الرقابة، قوبل باستخفاف من طرف باقي أحزاب المعارضة، والتي اعتبر بعضها ان الأمر هو مجرد مزايدة، وقال البعض منهم إنه تمثيلية...
وسبحان الله، سيغير الجميع موقفه، وستكون دعوات للتنسيق بين المعارضة لأجرأة هذا الملتمس...
وهو ما قبل به الاتحاد الاشتراكي، وأجل التقدم بالملتمس إلى ان تنضج الشروط داخل المعارضة.
اليوم أوزين يؤكد بطريقة ضمنية أن المشكل كان في إصراره على ان يتلو هو الملتمس، لأنه امين عام حزب، فيما باقي برلمانيي المعارضة ليسوا امناء عامين لأحزابهم...
هل هذا مبرر لتجاوز الحزب الأول في المعارضة وصاحب الأقتراح من الأصل؟
اوزين قال في البرنامج بكل غرور إنه لو كان قد تقدم بقراءة الملتمس كانت ستكون مداخلة تاريخية...
اي ان أوزين لم يكن يهمه تمرير الملتمس، ولا النقاش الذي سينجم عنه...
كان يهمه ان يقال في المستقبل إن ملتمس الرقابة قرأه رجل يسمى: محمد اوزين...
بمعنى إما ان اقرا ملتمسا لم يكن فكرتي وإلا "تحرام اللعب".
اوزين يرد على من يقولون بأن الأولوية كان ينبغي ان تكون لنائب من الاتحاد الاشتراكي لانه الفريق الاول في المعارضة ولأنه صاحب الأقتراح الأول،
يرد اوزين على ذلك بالعودة إلى التاريخ، وإلا لحظتي بداية الستينات وبداية التسعينات كذلك حين تقدمت المعارضة بملتمس الرقابة وقرأه نائب اتحاديين، في حين ان الاستقلاليين كانوا هم القوة الاولى في المعارضة عدديا...
نسي اوزين ان يحدد اين كان موقع الحركة الشعبية حين تقدمت المعارضة الوطنية بملتمس الرقابة في مواجهة الحكومة آنذاك؟
كما نسي ان التقدم بملتمس الرقابة آنذاك كان بمثابة تحد للدولة بأكملها، وليس للحكومة فقط كما اليوم.
فالتقدم يومها بملتمس الرقابة كان يتطلب جرأة وشجاعة، وقدرة على تحمل عواقبه سجنا ونفيا،
هذا للنواب الذين وقعوا على الملتمس، اما من سيقرأه فكمن يفتح عليه أبواب جهنم.
ولذلك فقيام نائب اتحادي بذلك كان يعير عن شجاعة سياسية، وليس كما اليوم، حيث تلاوة ملتمس الرقابة يشبه جلسة تصوير.
فشتان بين التاريخين.
على العموم، إذا كان الاتحاد الاشتراكي قد انسحب من ذاك التنسيق، واصدر بلاغا يعلل موقفة، وطوى تلك الصفحة، وانتقل لأمور اخرى، فلماذا يصر الآخرون ممن بقوا متكتلين او هكذا يصورون الأمر على العودة إلى هذه النقطة، موهمين الناس ان الاتحاد انقذ الحكومة.
في حين كان بإمكانهم ان يستمروا في طرح ملتمس الرقابة بعد انسحاب الاتحاد الاشتراكي.
الم يقل اوزين في ذات البرنامج إن ملتمس الرقابي يودعه اي برلماني باسمه الشخصي، وليس باسم حزب او فريق او مجموعة نيابية، بل وحتى قراءته تحسب على البرلماني الذي قرأه، حسب الشكليات القانونية؟
لقد قال هذا وهو مزهو بأنه ضليع في القانون المنظم لعمل المجلس النيابي، وبأنه نائب رئيس مجلس النواب.
فلماذا لا يظهر لنا " حنة يديه" ويودع هذا الملتمس باسمه؟
لماذا هذا الإصرار على تصوير الاتحاد الاشتراكي انه من يفشل المبادرات الوحدوية، في حين ان العكس هو الحاصل….
استمر الحزب في الحضور للقاءات التنسيق فيما امين عام حزب في المعارضة يتهجم بشكل اسبوعي على الاتحاد الاشتراكي وقيادته، إلى ان طفح الكيل، ورفض الاتحاديون منطق: التنسيق في غرفة البرلمان، والتهجم في غرفة صالون امين عام حزب...
الاتحاد حين كان فريق في المعارضة سباقا إلى طرح فكرة لجنة تقصي الحقائق بخصوص دعم الماشية، لم يضع العصا أمام العجلة، بل التحق بالمبادرة ودعمها..






