إن الترابط العضوي مع النظام الجزائري فوّت عليها فرصة التفكير المستقل والتصرف الحر، بالتالي حدّد قدر الحركة على عدة مستويات:
-أصبحت أزمتها جزءًا من أزمة النظام نفسه، الذي لا يقبل بأي حال الحلول التي تجعله عاريا أمام الشعب الجزائري، ولا يقبل الحل الذي يفقده ورقة "العدو الخارجي" التي تُلحِّم مشروعيته أمام أنظار الجزائريين وتضمن توازنات أجنحته.
-أصبحت أزمتها من أزمة الحركات التي انسلخت عن قواعدها، وصارت تبحث عن أعضاء خاضعين للشحن الإيديولوجي فقط، بعد أن تلاشت أسطورة "الشعب الصحراوي"، الذي يوجد في صحراء المغرب فقط، كما لو أن الصحراء في ليبيا ومصر والجزائر نفسها لا يسكنها "شعب صحراوي" بل "شعب برمائي!"
-دخولها إلى دائرة الزوابع الإقليمية في الساحل وجنوب الصحراء، بعد أن صارت المنطقة مشتلاً للإرهاب، ونقطة التقاء موضوعية استراتيجيا بين الانفصال والإرهاب. ومن المسلم به أن الانفصال أصبح يسير جنبا إلى جنب مع الإرهاب في هذه المناطق أكثر من غيرها، ويكفي النظر إلى مالي والنيجر والكونغو ونيجيريا نفسها.
-اختناق أطروحاتها وحشرها في الزاوية مع اتساع التفاعل الدولي الإيجابي مع دفاع المغرب عن سيادته، وبالتالي انحسار دائرة وجودها في العواصم وفي المنظمات، وتقلص تأثيرها، والبحث عن صناعة التهديد، والتنسيق مع المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، الشيء الذي انخرط فيه قادة لهم صيتهم داخلها، مثل أبو وليد الصحراوي.
-فشل النظام الجزائري في الحفاظ على مواقعه السابقة بأطروحاته، وعجزه عن متابعة التغيرات الحاصلة في المعادلات الإقليمية والدولية، فوجد نفسه في قلب المخطط الإيراني، ولم يجد ما يقدّمه من مساهمة بشرية في الاحتياط الكبير للمخطط الإيراني سوى البوليساريو،...يتبع






