التفاهة لا يزعجها بتاتا من يكتفي بلعنها، و يترك العقل والذوق و الوجدان و الشعور عرضة للافتراس.
والثقافة ليست مجرد ابداع فكري و ادبي وفني فحسب، و إنما أيضا تربية وتنظيم ونضال من مسؤولية الهيئات الجادة و المثقفين و المبدعين.
والثقافة هي ذلك المشروع الذي تتوقف عليه كل المشاريع، و هي بذلك تتطلب عملا استراتيجيا ضروريا و حيويا، خاصة في سياقنا هذا، والذي لم تعد فيه التفاهة مجرد أعراض جانبيه فقط، وانما هندسة يقف من وراءها خبراء و ممولين وجماعات مصالح تحتكر الثروة والسلطة والتقنية بقوة.
عندما تتلاشى المقاومة الثقافية تستباح اعز الاشياء، وفي مقدمتها القيم الإنسانية النبيلة.
و المقاومة الثقافية المبعثرة
و المعزولة والتي تحركها الانفعالات و النوازع الفردية والذاتية، تبين بالملموس أنها غير فعالة، و تجر إلى معارك هامشية، و وهمية ساهمت ولا زالت في استنزاف الجهد
و الطاقات، وتركت المزيد من الثغرات والفجوات مكنت التفاهة من التمدد والتجدر في السياسة و التعليم، وباقي مناحي الحياة.
و الحال أن المشكلة في الثقافة
و الحل في الثقافة.
الحسان بنعاشور






