إن الاتحاد الاشتراكي ليس حزبا كباقي الأحزاب ، وما ينبغي له ، وحده ولا أحد غيره ...إن حزب الاتحاد الاشتراكي في المسار والصيرورة ، يشكل تميزا واستثناء ؛ من هنا ، وفاء لتاريخه الموشوم بالنضالات والتضحيات بعناوين بارزة : الوطنية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية ...يحرص على أن تكون مؤتمراته لحظات تاريخية حاسمة وهادفة ؛ لحظات للتأمل والتفكير ، للنقد والبناء ، للاجتهاد والإبداع ...لحظات لتقوية الأداة الحزبية تنظيميا ولإنتاج الأفكار والأطروحات التي تنتظم رؤية اشتراكية ديموقراطية حداثية ....
المغرب في حاجة إلى اتحاد اشتراكي قوي لمواجهة القوى المعادية لوحدتنا الوطنية والمنزعجة من نهضتنا التنموية ...اتحاد اشتراكي قوي لمواجهة العدمية والنكوصية والفوضوية ...ووعيا منه بمهامه وأدواره ، اليوم أكثر من أي وقت مضى ، فإنه عازم على تلقين الدروس في السياسة والتنظيم لمحترفي الشعبوية والتهريج والسفسطة ...وذلك بالعمل الجاد والواعي والمسؤول لعقد مؤتمر ليس ك " مؤتمرات " الأحزاب إياها ....لعقد المؤتمر الوطني الثاني عشر ؛ مؤتمر الاتحاد الاشتراكي ؛ مؤتمر الاجتهاد التنظيمي والإبداع السياسي ؛ المقدمات الناجحة تؤدي بالضرورة الى نتائج ناجحة ...نجاح المجلس الوطني الأخير مقدمة كبرى للنجاح ...انخراط اللجنة التحضيرية ، تنظيميا وسياسيا ، في العمل الجاد بدينامية وإيمان ؛ اجتماعات دائمة ، لقاءات ، ندوات ...تقارب ما هو تنظيمي وما هو سياسي بإرادة انجاح هذه المحطة التاريخية وبتأطير كفاءات حزبية رائدة وأطر أكاديمية مقتدرة...بلادنا في حاجة إلى اتحاد اشتراكي قوي ...
إن الاتحاد الاشتراكي كان دائما مالكا للأفق المستقبلي ، ومن ثم كان يستشرف المستقبل ويفعل في الأحداث ، وكان له بعد نظر يجعله يستبق هذه الأحداث ويقود معاركها .
وإن بناء الأفق المستقبلي الاتحادي وتجديده مشروط بوعي تنظيمي جديد وفعال ، مشروط بأداة تنظيمية منفتحة على التحولات المجتمعية والثورة الرقمية ، ومشروط بسيادة الوعي الجماعي ، وبسيادة الإرادة الجماعية لدى الاتحاديات والاتحاديين .
إن الاتحاد الاشتراكي حزب يمثل وعيا طليعيا في التجربة السياسية المغربية ويحمل وعيا استباقيا للتاريخ ، تاريخ الحزب وتاريخ المغرب .
ويأتي المؤتمر الثاني عشر في ظل وضع سياسي يطبعه التغول المحافظ ( المحافظون الجدد ) ويطبعه الجمود والتقليد وتدني الوعي وتراجع القيم والأخلاقيات وتلاشي المرجعيات والتيه السياسي والميوعة وفقدان الثقة وانعدام الوضوح ، وضع سياسي يفتقر إلى النضج الفكري وإلى الحد الأدنى من التنظيم الذي ينير الطريق ويوضح الرؤية ويضفي على العمل السياسي قيمة ويرفع من انتاجيته ...
يقول الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الأستاذ إدريس لشكر في برنامج تلفزيوني سابق "القرار الاتحادي بين يدي الذين صمدوا و صبروا و اصطبروا كي يعود الاتحاد. ....
و قيادة الاتحاد لن تخرج إلا من أحشاء الاتحاد ..."
الاتحاديات والاتحاديون الصادقون المخلصون ، الغيورون على حزبهم وعلى وطنهم ، الذين صمدوا وصبروا وناضلوا كي تبقى الراية مرفوعة والوردة مزهرة هم من يحق لهم تقرير مصير هذا الحزب ....هؤلاء يوجدون في الأقاليم والجهات ، يوجدون في المدن والقرى ...هؤلاء يعترفون بالشرعية والشرعية فقط ، يحترمون ويقدرون قيادة الحزب ....الاتحاديات والاتحاديون لا يعترفون بمحترفي التشويش والاساءة للحزب ، لا يعترفون بمن كان في قاعة الانتظار ، انتظار الركوب في " الطيفور " ...بل إن المناضلين والمناضلات في الأقاليم والجهات يجهلون من هم ؟!
إن الرهان اليوم واضح للغاية ، غير قادر على مداراة نفسه ؛ هذا الحزب محتاج لكل الاتحاديات والاتحاديين ؛ محتاج للقادرين على الدفاع عنه ، المستعدين لبنائه والصعود به ، المفتخرين بالانتساب إليه ، المصارحين بحقائقه كلها ، صعبها وسهلها ، حلوها ومرها ، لكن المنتمين له لا الى جهة أخرى.
"السياسي - المثقف " لا يتكلم فقط عندما يريد تفجير مكبوتاته النفسية والسياسية والاجتماعية ، تفجيرها في تدوينات وتصريحات لا طعم لها ولا لون ولا مذاق سياسي ، لايتكلم لتصفية حسابات تؤججها أحقاد شخصية دفينة...
لحسن حظنا لم يعد هناك ذو عقل يمكن ، بعد كل هذا ، أن يعلو كرسي الاستاذية ليفتي الفتاوى ويوزع النقط والميداليات . ويقرر في لائحة الفائزين والراسبين في مسار بناء الديموقراطية والانتماء إلى الاتحاد....
إن الدفاع عن الحزب ثقافة وسلوك ، قناعة وممارسة ، إن الدفاع عن الحزب يبدأ أولا بالانخراط في بنائه وتقويته ، ويقوم ثانيا على القطع مع العقلية التشتيتية التدميرية وأصحابها ، وقبل هذا وذاك يقتضي الحسم مع الذات والخروج من دوائر النميمة والانتهازية والتذبذب واللعب على الحبال ...إن الدفاع عن الحزب مسؤولية أساسية ملقاة على جميع الاتحاديات والاتحاديين مهما اختلفت مواقعهم ، دفاع تحكمه قوانين الحزب وقوانينه ، وتؤطره قيمه الإنسانية التقدمية المناهضة للتمييز والكراهية والحقد ، ويحصنه مشروعه المجتمعي الديموقراطي الاشتراكي الحداثي والتضامني. إن الدفاع عن الحزب والحالة هذه ، مسؤولية والتزام ، تفرض على الجميع الانخراط الأخوي ، الواعي والمسؤول ، في إنجاز المهام التاريخية الملقاة على عاتقه في هذه الظرفية الصعبة والعسيرة التي تهدد المغاربة في كرامتهم ووجودهم ....
إن الاتحاديات والاتحاديين عازمون اليوم ، اكثر من أي وقت مضى ، الانخراط في المعركة المصيرية ، معركة مواجهة الثلاثي المتغول ...وعازمون الوقوف في وجه الشاردين الذين لا يهمهم هذا الوطن ولا أبناء هذا الوطن ، كل ما يهمهم إشباع طموحاتهم الذاتية وأحقادهم الدنيئة ..
والاتحاديات والاتحاديون عازمون اليوم على التصدي لكل من يحاول جرهم الى حسابات سياسوية ضيقة ، وعازمون على الوقوف في وجه كل النزوعات التي تروم إضعاف الاتحاد الاشتراكي ، وهي نزوعات أناس لم يسبق لهم ان ناضلوا من أجل الوطن ، لكنهم اليوم من أصحاب " الزعامة الطارئة " ، وهم الذين تخلفوا عن كل المعارك القاسية التي خاضها الشعب المغربي وخاضها الاتحاد الاشتراكي ....فأين كان هؤلاء زمن النضالات المفصلي. الذين كانوا على هامش الوجود وخارج التاريخ....كانوا في قاعة الانتظار ، انتظار جني ثمار نضالات رجال ونساء الاتحاد الاشتراكي....
بعيدا عن تفاهة التافهين ، فإن الأزمة كامنة أساسا في أزمتهم ذاتهم الذين انعزلوا عن ديناميات الحركية المجتمعية ، واختزلوا الانتماء الاتحادي في ترديد الشعار واصدار " الفتاوى الإنقلابية "، بدل النهوض الفعلي ، العملي ، بمشروع الاتحاد الاشتراكي المجتمعي ، بمقوماته المترابطة عضويا ؛ الفكرية والجماهيرية والنضالية .
الاتحاديون والاتحاديات كانوا ، وما زالوا ، صادقين مخلصين ...لم يتاجروا بالحزب ولم يحترفوا الخيانة والتآمر..
إن الاتحاد الاشتراكي الذي صمد في وجه الأعاصير وناضل لمدة تفوق نصف قرن في المعارضة ولم تستطع آلة القمع والتدمير القضاء عليه ، لا تستطيع مكبوتات وهلوسات أشخاص انتهازيين النيل من قوته وعرقلة مساره ...
إن من سقط سهوا على الاتحاد الاشتراكي ، لن يستطيع اغتصاب عذرية هذا الحزب النقي الطاهر ، ولن يستطيع قرصنة شموخه ...
المغاربة ، كل المغاربة يخوضون حربا ضروسا ضد الثالوث المتغول ، يحاربون من أجل المغرب أولا ، الا التافهين وأصحاب الزعامات الوهمية يشتغلون بقذارة وانتهازية لأهداف تافهة ورخيصة ... والذين يفتقدون إلى مبدأ الانتماء ، الانتماء الى الوطن ...الانتماء الى الاتحاد الاشتراكي ...سقط القناع عن القناع مرة ومرات ... يدعون لتصفية الحسابات الشخصية، يدعون الى زرع الفتنة والفوضى ، والمطلوب رأس الاتحاد الاشتراكي !!!
اتحادي أو خائن ولا لوجود لمرتبة وسطى ...مناضل صادق أو منافق انتهازي ...التاريخ هو الفيصل بين من يحب الحزب من أجل الحزب وبين من يدعي " حب الحزب " لأنه طريق للارتقاء اللامشروع ؛" نحبه " عندما يعطينا و" نكرهه " عندما لا يعطينا !!!