قضايا

السلام على كل روح بريئة أزهقتها آلة حرب صماء وقلب أصم منها

الجيلاني بنحليمة (صحفي/تدوينة)

في كل ما وقع من الحروب في الشرق الأوسط، منذ ما يزيد عن العشرين شهرا،  أعتبر أن المعارك الدائرة الآن بين إيران وبين إسرائيل هي الحرب الطبيعية، بين نظامين توسعيين، يريدان السيطرة على المنطقة وتوسيع النفوذ فيها…..

إسرائيل بالعدة والعتاد انتهت من الوكلاء، وخلصت أن هذه المعارك لا قيمة لها ما لم تسحق الموكل الأصلي…..

وطبعا لا تساوي في موازين القوى بين جيش يسيطر على السماء وبين من يرمي صواريخا ينجح عشر عشرها في إصابة الهدف…..

قد يقول قائل إن إسرائيل سلاحها العلم والتكنولوجيا وشيء طبيعي أن تصل لما وصلت إليه….

لكن إلى أين وصل هذا الكيان الدموي، بعلمه ودعمه من أقوى دولة في العالم….

القتل والدمار والتهجير والقصف وتمزيق الأوصال وطمر أمم بكاملها تحت الأرض ومحو مدن كاملة من على الخريطة….

كيان لا يمكن أن يذكر في التاريخ دون جثت الأطفال والنساء والشيوخ وبثر الشجر والحجر….

بالقطع والتأكيد أنا لم ولن أكون واحدا من مناصري إيران، نظام أخبث من سابقه، قدم من دماء العرب ما قدم لهذا الكيان المسخ، وحارب اللبنانيون دونه ودمرت مدنهم وقراهم وقتل مواطنوهم، واسقط صواريخه على السوريين العزل بدون وخزة ندم،  نظام لا تهمه حياة إنسان في غزة أو في الصفة أو في صيدا ما دام أنه ينوب عنه في قتال إسرائيل…. 

لكن هذا لا يبيح لنفس سوية أن تفرح لأي نصر يحققه كيان يسمى إسرائيل، كيان يؤمن أن اليهودي يستحق العيش بمص دم المسلم والمسيحي، كيان يعشعش في عقول من استقدمهم من أقاصي الأرض، أن حقهم موجود في منازل الفلسطينيين، وما على عليهم سوى قتلهم، وقتل أطفالهم، واحتلال أرضهم، كيان يؤمن أنه الوحيد الذي من حقه العيش متفوقا، كيان يعتبر أن ما دون الإسرائيلي، لا يستحق أن يكون إلا تابعا للاسرائيلي…

كيان لم يجد من حرج في تشتيت أجساد عشرين ألف طفل ورضيع، فلسطيني بل أنه يعتبرهم وبوعي أنهم يستحقون الموت لأن أعداء المستقبل….

أنا في صف ذاك الفلسطيني وذاك اللبناني وذاك السوري الذين يريدون خوض معارك الكرامة والعيش الكريم والسلام في أرضهم، وبين ذوويهم ووجدوا أنفسهم وقود حرب يمسك خيوط قتلة لا رحمة في قلوبهم….

أتذكر كلمة للسيدة الفنانة ماجدة الرومي قبل سنوات خلت، وربما بعد حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل، في رثاء الكاتب الصحافي جبران تويني، كلمات كانت كالقنابل التي مزقت جسد جبران…..ساءلت السيدة ماجدة الرومي، حشد من محترفي السياسة في بلدها، عن ما إن كان قدر اللبنانيين أن يقتلوا لأن غيرهم تشاجر (ليش بناكل أقتلة هون ليش ما بتقاتلو لحالون)

السيدة ماجدة أظن أنهم وصلوا إلى هذه المرحلة، هم الآن (بتقاتلوا لحالون)…..

السلام على كل روح بريئة أزهقتها آلة حرب صماء وقلب أصم منها…..