ويجمع هذا الموعد السنوي المغاربة من ذوي الديانة اليهودية، الذين توافدوا من مختلف أنحاء العالم، إلى هذه القرية للاحتفاء بهذا التقليد المتجذر في تاريخهم، والذي يشكل مناسبة لهذه الطائفة لتجديد ارتباطها الوثيق بالمغرب، وبالعرش العلوي المجيد، وتجندها الدائم وراء الملك محمد السادس للدفاع عن مقدسات وثوابت المملكة.
وهكذا، نظم حفل إيذانا بانطلاق الاحتفالات والأنشطة التي تحتفي بهذا الموسم بحضور الكاتب العام لعمالة إقليم الصويرة، إدريس لحلاح، ورئيسي المجلسين الإقليمي والجماعي للصويرة، ورؤساء المصالح الخارجية، وشخصيات مدنية وعسكرية، ومنتخبين والسلطات.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز رئيس لجنة رابي نسيم بن نسيم، دافيد كوهين، الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، أمير المؤمنين، والأواصر المتينة التي تم نسجها بين المغرب ومواطنيه من الديانة اليهودية، مسجلا أن هذا الموسم، إلى جانب بعده الديني، يحمل قيم السلام، والأخوة، والتسامح، ويشكل شهادة حية للتشبث الراسخ للطائفة اليهودية، المقيمة بالمغرب أو بالخارج، بهويتها الوطنية وبالعرش العلوي المجيد.
وفي معرض تطرقه لشخصية الولي الصالح رابي نسيم بن نسيم، ذكر كوهين بأن هذا الأخير كان قد استقر في منطقة الصويرة سنة 1844، حيث اختار أن يعيش بها حياة زاهدة، مخصصة للصلاة والروحانية والارتقاء الأخلاقي للمؤمنين.
من جهة أخرى، عبر السيد كوهين عن امتنانه لساكنة آيت بيوض على الاستقبال الوفي والأخوي، وكذا للسلطات التي تسهل كل سنة إقامة هذا الحج في أفضل الظروف.
من جهته، أشار رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الصويرة، محمد منكيط، إلى أن هذا التجمع يعكس الوفاء والتشبث الراسخ الذي ظلت الطائفة اليهودية المغربية تظهره على الدوام، تجاه وطنها وللعرش العلوي المجيد، مبرزا المساهمات القيمة التي قدمتها هذه الطائفة على امتداد تاريخ المملكة.
وأكد في هذا الصدد على التقليد العريق للتعايش والانفتاح والاحترام المتبادل الذي يميز العلاقات بين مختلف الديانات في المغرب، مشيرا إلى أن المملكة تبرز، في سياق عالمي مضطرب بسبب التوترات وعدم التسامح، كنموذج متفرد للعيش المشترك المتناغم.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد المسؤول عن مؤسسة (Tabou Rabbanan)، موشي كوهين، أن “هذا اليوم المخصص للتعبد والصلاة يجسد تماما قوة العلاقة بين الطائفتين اليهودية والمسلمة في المغرب، ويشكل بالتالي نموذجا فريدا للتعايش على الصعيد العالمي”.
وقال “إن ما نشهده هنا في الصويرة، مدينة التعايش، يبعث على الأمل ! هذا الانسجام العميق بين طائفتينا يوحي بمستقبل قائم على الاحترام والتفاهم والسلام، وهي قيم يحتاجها عالمنا بشدة”.
وبهذه المناسبة، رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يمد في عمر الملك محمد السادس ويمتعه بموفور الصحة والعافية، وأن يحفظ جلالته وينيله ما يصبو إليه من عز وازدهار لهذه الأمة، وأن يقر عينه بولي العهد الأمير مولاي الحسن ويشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد وبكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
وتميز هذا الحدث الديني أيضا، بعروض موسيقية لأغاني وطنية مستوحاة من الرصيد الموسيقي الشعبي اليهودي-المغربي، وسط أجواء من التقارب والأخوة والانفتاح.






