حينما كان يشاهد أفلام محمد عصفور بعشرين سنتيما، وداخل ݣراج صغير اكتشف عالم التصوير والصورة المتحركة، وهناك اكتشف موهبته، وعندما حصل على شهادة الباكلوريا اتجه إلى الخارج من أجل دراسة السينما.
قرر السفر إلى أوروبا من أجل دراسة السينما لم يخبر والديه بذلك، لأنهما لم يكونا على معرفة تامة بمعنى السينما وثقافتها، وقبل أن يسافر لم يكن يعول عليهما ماديا، كان يشتري الجينز من سوق القريعة الشهير بقلب الدار البيضاء ويبيعه في الإتحاد السوفياتي حيث كان يدرس، لأن ثمن الجينز هناك كان باهظا.
عاد إلى المغرب و اشتغل بدار الإذاعة والتلفزة المغربية، إلى جانب عدد من المخرجين كلطيف لحلو وعبد الرحمان التازي، كان يتميز بدراسته المعمقة للسينما، وكان وقتها المخرج الوحيد الذي قصد بلدانا أجنبية متعددة كفرنسا، الإتحاد السوفياتي، بلجيكا و ألمانيا من أجل اكتشاف عالم السينما، والوحيد الذي قرأ فن الصورة، الإخراج، المونتاج وعلم النفس وأشياء أخرى كثيرة.
أنجز برنامجا اسمه «بصمات»، ولم ينس أيضا جميل محمد عصفور الذي فتح عينيه على عالم السينما والإخراج، فأنجز أول حلقة حول مسيرته الفنية، وفي هذه الحلقة اكتشف الناس أن محمد عصفور هو من أدخل السينما إلى المغرب، وبفضله أصبحت الفرجة ممكنة في المغرب. بعد ذلك استمرت مسيرته مع التلفزة المغربية، حيث أنجز العام 1975 رفقة عبد القادر لقطع و الدرقاوي أول شريط طويل حمل عنوان “رماد الزريبة”، وبعدها التقى يوسف فاضل، وبدأ في كتابة سيناريو «حلاق درب الفقراء» الذي تطلب إنجازه مدة طويلة....
لنتذكر فقط سي رݣاب... واحد من الذين خلخلوا نمطية السينما المغربية و ربط الإنتاج السينمائي المغربي، بمشروع الثقافة الوطنية..
جمال هنية