فن وإعلام

عن دراما رمضان في القنوات التلفزية

عبد الإله الحمدوشي روائي وكاتب سيناريو

من سنوات وأنا أترفع عن الخوض في الإنتاجات الدرامية الرمضانية وبالأخص المسلسلا التي تحظى بمتابعة كبيرة وبميزانية أكبر، أتفق تماما مع أغلب الانتقادات التي توجه للسيناريو الذي بدونه لن ينجح أي عمل حتى ولو أتيت له بنجوم هوليود ومنحته كل ميزانية البلاد. دائما ما يطرح السؤال أليس لدينا كتاب سيناريو؟ وبصفتي كاتب سيناريو وقد سبق وأن قدمت عدة أعمال تلفزيونية وسينمائية وأشرف على ورشات الكتابة في عدة مهرجانات. لابد أن أثير انتباه النقاد والرأي العام أن دفاتر التحملات قد أقبرت مهنة كاتب السيناريو وهمشتها وأعلت من شأن شركات تنفيذ الإنتاج وخصوصا النافذة منها والتي لا يهمها سوى الربح وجني الأموال. آخر مسلسل كتبته للتلفزيون كان "شجرة الزاوية" وهو أول مسلسل مغربي من 30 حلقة وقد خلف نجاحا كبيرا ويمكن الرجوع إليه في الإنترنيت للتأكد، ناهيك عن مسلسل الساس والدار الكبيرة دون الحديث عن الأفلام التلفزيونية التي لاقت بدورها نجاحا كبيرا.. لقد حاولت مرارا التعامل مع الشركات النافذة ولكنهم يعتبرون كاتب السيناريو الحقيقي شخصا مزعجا "وفيه الفهامة بزاف" ولديه شروطه المادية والمعنوية ويطالب التعامل معه باحترام ككاتب وليس أجيرا في شركاتهم. هذه الشركات تقف سدا منيعا بيننا وبين أن نقدم أعمالنا مباشرة لإدارة التلفزيون كما كان سابقا . على الأقل في الزمن الغابر كانت الإدارة تنصت لرأي النقاد والمهتمين وتبحث عنا وتطلب أعمالنا. حاليا شركات تنفيذ الإنتاج تقتل مهنة كاتب السيناريو الحقيقي والمحترف وتميع المهنة في ما يسمى خلية الكتابة . حتى أنه ومن خلال تجربتي مع طلبة السينما لا أحد يريد أن يكون كاتب سيناريو ..إذا أردنا حقيقة الرفع من مستوى الدراما المغربية لابد من إيجاد صيغة جديدة للتعامل مع إدارة التلفزة مباشرة والتعامل مع كتاب السيناريو الذين  لهم تجربة وتراكم إيجابي في الميدان . في السابق كنا نقدم 30 حلقة مكتوبة في مئات الصفحات ونجلس مع أعضاء اللجنة ونناقش كل التفاصيل. حاليا يكفي أن تقدم مسودة من عدة صفحات وتظفر بالمليار...