سياسة واقتصاد

برمنغهام.. الاحتفاء بالعلاقات التاريخية بين المغرب والمملكة المتحدة

كفى بريس (و م ع)

يسلط معرض لوحات فنية، الذي تحتضنه جامعة برمنغهام البريطانية، الضوء على ثراء العلاقات التاريخية بين المغرب والمملكة المتحدة.

ويضم المعرض، الذي أقيم في معهد باربر للفنون الجميلة المرموق التابع لجامعة برمنغهام، لوحة فنية عملاقة للسفير عبد الواحد بن مسعود بن محمد عنون، الذي أرسله السلطان السعدي أحمد المنصور إلى بلاط الملكة إليزابيث الأولى عام 1600 لوضع أسس التحالف بين المغرب وإنجلترا، مما يعكس التاريخ العريق من الصداقة بين المملكتين.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح توني موران من جامعة برمنغهام أن البورتريه يكتسي أهمية خاصة لأنه يعكس العلاقة الغنية بين المغرب والمملكة المتحدة، مسجلا أن إقامة العلاقات بين بريطانيا العظمى والمغرب في عهد الملكة إليزابيث الأولى كانت بمثابة تغيير جوهري في السياسة الخارجية البريطانية التي كانت تركز في ذلك الوقت على الجوار الأوروبي.

ويُعد بورتريه السفير المغربي أقدم لوحة بريطانية معروفة لشخصية مسلمة، وهي معروضة في معهد باربر حتى نهاية شهر يناير الجاري.

وكان للدبلوماسي الشهير، الذي اضطلع بمهمة تعميق العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين بريطانيا العظمى والمغرب، تأثير عميق على المشهد الثقافي البريطاني في ذلك الوقت. وشكل السفير عنون مصدر إلهام لشكسبير، أحد كبار المسرحيين وكتاب الأدب الإنجليزي، لا سيما في مسرحيته الشهيرة “عُطيل” (Othello).

ونقل بلاغ لجامعة برمنغهام، توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء، عن سفير المغرب لدى المملكة المتحدة، حكيم حجوي، قوله: “يمثل هذا البورتريه رمزا قويا للروابط التاريخية العميقة بين المغرب والمملكة المتحدة، والتي تعود إلى أكثر من ثمانية قرون”.

وأضاف حجوي أن “عرض البورتريه في معهد باربر بجامعة برمنغهام يسلط الضوء على الدور الحيوي الذي تضطلع به المؤسسات الأكاديمية والثقافية في الحفاظ على تاريخنا المشترك والاحتفاء به”.

من جانبها، أشارت رئيسة قسم الأبحاث والمجموعات الثقافية في جامعة برمنغهام، كلير موليت، إلى أن “بعثة عبد الواحد عنون إلى بلاط الملكة إليزابيث الأولى كانت حدثا كبيرا في تاريخ التبادل الدبلوماسي والثقافي بين أوروبا والعالم الإسلامي”.

وأكدت أن البعثة هي “من أبرز اللحظات التي تذكّرنا بالتاريخ البريطاني في مطلع القرن السابع عشر”، معربة عن سعادتها بعرض هذا البورتري الرمزي الذي يعود إلى عصر تيودور في معهد باربر، والذي “يحظى بمكانه ضمن هذه المجموعة الفنية ذات الأهمية العالمية”.

يذكر أن جامعة برمنغهام أعارت البورتريه إلى متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك في عام 2022، كجزء أساسي من المعرض المتجول (The Tudors : Art and Majesty in Renaissance England). كما عرضت اللوحة أيضا في متحف كليفلاند للفنون (ولاية أوهايو)، ومتحف الفنون الجميلة في سان فرانسيسكو في عام 2023.

وتُعد هذه التحفة الفنية جزءا من المجموعات الثقافية والبحثية لجامعة برمنغهام، وقد تمت إعارتها إلى متحف باربر، وهو متحف المجموعة الفنية للجامعة، منذ شهر يونيو. وستظل معروضة حتى إغلاق صالات العرض لتحديث المبنى اعتبارا من 27 يناير الجاري.